رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 4 سبتمبر، 2012 0 تعليق

منظمة العفو الدولية تطالب بحماية مسلمي بورما من الإبادة


        
بعد تجاهل طويل، اعترفت منظمة العفو الدولية أخيرًا بالانتهاكات الخطيرة، التي يتعرض لها مسلمو بورما على أيدى جماعات بوذية متطرفة، تحت سمع وبصر الحكومة.

         وطالبت المنظمة الأكثر شهرة في مجال حقوق الإنسان بوضع حد لما وصفته بـ«المجازر والأعمال التي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان الأساسية»، كما قالت: إن المسلمين في ولاية راكين الواقعة غرب بورما يتعرضون لهجمات واحتجازات عشوائية في الأسابيع التي تلت أعمال العنف في المنطقة، ومنذ ذلك الحين، تم إلقاء القبض على المئات في المناطق التي يعيش فيها (الروهينجيا) المسلمون.

         كانت مصادر حقوقية أكدت أن عدد قتلى المسلمين في بورما قد وصل إلى 20 ألفًا بسبب الاعتداءات التي بدأت في شهر يونيو الماضي، وأن مسلمى خليج أراكان مازالوا يتعرضون لعمليات عنف وقتل جماعية من قبل الجماعات البوذية المتشددة.

        وقد تعرضت الأقلية المسلمة في بورما، التي يبلغ تعدادها 4٪ من السكان، للعديد من حوادث العنف الطائفي من قبل الأغلبية البوذية، ورغم قلة عدد المسلمين المنحدرين من أصول هندية إلا أنهم كانوا أكثر معاناة من الاضطهاد الديني؛ حيث تعاملت السلطات الحاكمة في بورما مع المسلمين وكأنهم «وباء» لا بد من التخلص منه بأسرع وقت.

         يتراوح عدد المسلمين في هذا البلد- البالغ تعداده نحو 55 مليون نسمة- بين 5 و8 ملايين نسمة، ويتركزون في ولاية «أراكان» المتاخمة لدولة بنجلاديش وفي العاصمة رانجون وينتمون إلى شعب روهينجيا، بينما تبلغ نسبة السكان البوذيين حوالي 89٪ و4٪ مسلمون، 4٪ مسيحيون و1٪ وثنيون، 1% ديانات أخرى تشمل الأحيائية والديانة الصينية الشعبية.

       ودخل الإسلام بورما عن طريق إقليم «أراكان» بواسطة التجار العرب في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن السابع الميلادي، حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها 48 ملكًا مسلمًا على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، بين عامي 1430م و1784م، وقد تركوا آثارًا إسلامية من مساجد ومدارس.

       ومعظم رجال «الروهينجيا» –اسم أراكان القديم- يعملون في الزراعة والرعي وقليل منهم يشتغلون بالتجارة، أما نساؤهم فيعملن بالحقول وتربية الحيوانات.

        ونظرًا لتعدد العناصر المكونة لدولة بورما، فنجد أن معظم سكانها يتحدثون اللغة البورمانية، ويطلق على هؤلاء «البورمان»، أما باقي سكانها فيتحدثون لغات متعددة.

         ويسكن معظم البورميين في الريف، وتتكون منازلهم من الخيزران المسقوف بالقش وتكون مرتفعة عن أسطح الأرض، وذلك لحمايتها من الفيضانات والحيوانات المفترسة، ويختلف سكان بورما عن بعضهم من حيث التركيب العرقي، فالبورميون هم سلالة شعوب مسلمة من العرب والفرس والأتراك والهنود ومسلمو البنغال والبشتون والصينيون.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك