رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 10 فبراير، 2013 0 تعليق

كلية الشريعة في جامعة الكويت تختتم مؤتمر أزمة الحوار في المجتمع- الهاجري: الأمة الإسلامية بحاجة لحوارات اجتماعية وسياسية واقتصادية

 

الخليفة: ما نعانيه لا يصلحه إلا التفاعل من خلال الحوار بعيداً عن القهر

     أكد عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت د.مبارك الهاجري أن أهمية الحوار ترجع إلى أمور عديدة، أهمها أن الحوار مطلوب للرقي بالنفس وبالآخرين ويتم به صلاح المجتمعات وعليه ترتكز العلاقات بين الناس حتى تستقيم الحياة وفق ما أراد الله تعالى لعباده في الدنيا.

     وأضاف د.الهاجري خلال مؤتمر «أزمة الحوار في المجتمع» الذي عقدته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت في قاعة د.خالد المذكور، أن المتتبع لحالات الحوار في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يجد أن الحوار يشمل مجالات عديدة ويتمتع بصفات راقية تحث الإنسان على التقدم والرقي في جميع مجالات الحياة من خلال احتكاكه مع البشر على اختلاف ألوانهم وألسنتهم ودياناتهم وأعمارهم ومكانتهم الاجتماعية.

      وأشار د.الهاجري إلى أن الأمة الإسلامية عاشت في ظل المنهج الرباني تحتكم إلى شريعة الله عز وجل مطبقة لأوامره ونواهيه فسعدت ضمن ما سعدت بتطبيق آليات الحوار الناجح وقطف ثماره الطيبة، مشيرا إلى أنه دار الزمان دورته وضعفت علاقة المسلمين بمنهجهم الرباني فتكالبت عليهم الدنيا وتناسوا ما أكرمهم الله به من ميزات كثيرة فضلتهم على البشر أجمعين، فوقعوا في براثن شياطين الإنس والجن فوسوسوا لهم وجملوا أفعال غير المسلمين فتأثرت بذلك أخلاق المسلمين، ومن أخطر ما ظهر نتيجة لذلك اختلاط المفاهيم حول الحوار، فانحدر مستوى الحوار وظهرت آثاره السيئة والسلبية على أخلاق المسلمين.

      كما أضاف قائلا: من هنا تأكدت الحاجة إلى إعادة تذكير المسلمين بالصورة المثلى التي يجب أن يكونوا عليها مطبقين وملتزمين لحالة الحوار الهادف، فمن الضروري أن تهتم كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت بقضية الحوار من حيث أهميته ومجالاته وأهدافه وآدابه وشروطه ثم التعرض لأسباب أزمة الحوار في المجتمعات الإسلامية وبيان مظاهرها، ثم عرض وسائل العلاج والوصول إلى الطريقة المثلى لتحقيق الحوار الهادف المفيد الذي يرقى بالأفراد ويصون المؤسسات ويحمي المجتمعات.

     ولفت د.الهاجري إلى أن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون اليوم إلى حوارات عديدة في جميع المجالات الحياتية سواء كانت الاجتماعية أم السياسية أم الاقتصادية؛ ولذلك نرى كيف أن العالم بأسره بات متعطشاً للحوار الصريح الجاد، فيتجدد حوار الحضارات وحوار الثقافات والعمل على الارتقاء بالنقاط المشتركة للتعاون على العمل بها.

     وفيما يتعلق بالمحور الأول والخاص: «بأزمة الحوار.. نظرة شرعية» قال أستاذ الشريعة د.عبدالمجيد الخليفة من جمهورية العراق: إن للحوار آدابا يجب أن يتحلى بها الإنسان للتمهيد للحوار وأدبا عند البدء وأدبا بين يديه، وغياب هذه الآداب يؤدي إلى ظهور الخلل في الكلام والأزمة في الحوار وما وصلت إليه الأمة أفراداً ومجتمعات، مضيفا أن التدهور في المناظرة يعود بالدرجة الأساس إلى غياب الفكر الصحيح الذي يبنى عليه الكلام والمبني عليه الاحترام.

     وبيّن د.الخليفة أن الداء الأكبر الذي استشرى في زماننا وأدى إلى ظهور كل هذه التناقضات هو غياب سنة الحوار التي أرى أنها أولى الأولويات وأهم المهمات، مشيرا إلى أن قواعد الحوار والاختلاف وضوابطه هي العاصم للمتحاورين من الغلو وشتم الآخرين إن كان الحق هو الرائد والمطلوب، وأما إذا كان الخلاف انتصارا لأهواء سياسية وتعصبا أعمى فهذا أمر لا تنفع معه قواعد ولا ضوابط.

     وأفاد د.الخليفة بأن الخلل الذي نعانيها في مجتمعنا الإسلامي لا يصلحه إلا التفاعل من خلال الحوار بعيدا عن القهر وتأليب جانب على آخر، والسلطة السياسية يجب أن تمثل دور الوازع الذي يقف عند تهيئة جو الحوار الهادف الذي يحترم حريات جميع الفئات.

     وحول المحور الثاني والخاص بـ: «أزمة الحوار.. نظرة مجتمعية» قال د.راشد العليمي: إن قوام الحياة والسعادة فيها هو وجود اجتماع بين مجموعات بشرية تنتظم في حياتها بترابط وتآلف وقانون ويكون أفرادها على معرفة للحقوق والواجبات التي تجعل الحياة واضحة ومنسجمة في التعامل.

     وأضاف د.العليمي أن من الأمور التي تجلب المعرفة التفاهم في قضية الحوار ووضوح العبارات وفطنة انتقاء الكليات الدالة على المودة والرحمة، مشيرا إلى أن العالم يموج بعدد من الأزمات التي تظهر بصور متعددة فمنها المالي والاجتماعي والأمني وغير ذلك، لكن كل هذه الأزمات ترجع إلى أزمتين بارزتين باعتقادي: أولاهما أزمة الفكر، وثانيتهما أزمة الحوار.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك