رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 3 أغسطس، 2015 0 تعليق

كلمة صاحب السمو أمير البلاد بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك- من الله علينا بنعمة الإيمان والإسلام وهيأ لنا وطنا آمنا مستقرا وأحاطنا بمشاعر الإخاء والمودة

     وجه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه – (الثلاثاء: 20 رمضان 1436 هـ / 7 يوليو 2015) كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، هنأ فيها سموه شعب الكويت والأمة العربية والإسلامية بشهر رمضان الكريم ودخول العشر الآواخر منه، مشيداً سموه بالوحدة الوطنية وصور التعاطف والتراحم بعد حادث التفجير الإرهابي على مسجد الصادق، داعياً سموه المجتمع الدولي إلى تكريس كافة طاقاته للتصدي للإرهاب والقضاء عليه وتجفيف منابعه وتعزيز جهوده للحد من انتشار ظاهرة الاحتقان الطائفي البغيض ومنع اتساع رقعته؛ لما يشكله من تهديد لكيان الأمم وتفتيت لوحدتها.

نعمة الإيمان والإسلام

     وقد أكد سمو الأمير على أن المولى قد أنعم علينا بنعمة الوافرة وخيراته الجزيلة التي لا تعد ولا تحصى تحقيقا لقوله تعالى: {وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (النحل:18)، فقد من عليها بنعمة الإيمان والإسلام اللتين هما أعظم نعمة، وهيأ لنا وطنا آمنا مستقرا ومطمئنا، وأحاطنا بمشاعر الإخاء والمودة في ظل وحدة وطنية تجمعنا، وتمثل معدن وجوهر وجودنا وتلك والله نعم تستحق منا مداومة الشكر والثناء، وتستوجب علينا تذكرها واستحضارها كل حين وزمان.

صور الولاء والوفاء

     وأشاد سموه بالروح الوطنية العالية للمواطنين وقال: «لقد سطرتم أبهى صور الولاء والوفاء لوطنكم بما تحليتم به من روح وطنية عالية وما أبرزتموه من حرص على تعزيز الوحدة الوطنية وما أبديتموه من مظاهر التعاطف والتراحم إزاء حادث التفجير الإرهابي الآثم على مسجد الامام الصادق»، وبين سموه صلابة المجتمع الكويتي ووحدته في مواجهة العنف والفكر التكفيري المتطرف وتكاتفه في السراء والضراء، فقال: «لقد أفشلتم -عبر هذه المواقف الوطنية السامية- ما كان يرمي إليه مدبرو ومنفذو هذه الجريمة النكراء من محاولات يائسة وسلوك شيطاني مشين لإشعال الفتنة وإثارة النعرات وشق وحدة المجتمع الكويتي فرُدوا على أعقابهم خاسئين مدحورين لتنتصر الكويت، وتبقى وحدة أبنائها وتماسكهم عصية على كل من يحاول النيل منها».

شديد الاستنكار والإدانة

كما شكر سموه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة ورؤساء حكوماتها وإلى رؤساء المنظمات والمكاتب الإقليمية والدولية.

تحية لرجال الأمن

وأشاد سموه برجال الأمن في وزارة الداخلية على ما بذلوه من عمل دؤوب وجهود مخلصة، كما ثمن عاليا ما قام به المسؤولون في وزارة الصحة وهيئاتها الطبية والتمريضية ورجال الإدارة العامة للإطفاء ورجال القوات المسلحة والجهات الحكومية الأخرى».

تنامي ظاهرة الإرهاب

وحول ظاهرة الإرهاب دعا سموه المجتمع الدولي بأسره إلى تكريس كافة طاقاته للتصدي له والقضاء عليه وتجفيف منابعه؛ وتعزيز جهوده للحد من انتشار ظاهرة الاحتقان الطائفي البغيض ومنع اتساع رقعته.

استنباط الدروس والعبر

     وحول ظروف المنطقة دعا سموه إلى أخذ الحيطة والحذر واستنباط الدروس والعبر؛ لتلافي تداعياتها ومخاطرها التي لسنا بمنأى عنها لحماية وطننا والحفاظ على أمنه واستقراره وتجنيبه المخاطر قائلاً: ولن يكون ذلك إلا بمزيد من تعزيز جبهتنا الداخلية التي هي السياج الحامي والحافظ بعد الله -تعالى- لوطننا العزيز».

المواطنة الحقيقية

     كما أكد سموه على أن الكويت لجميع أبنائها وليست لفئة دون أخرى؛ فالكل يعيش على أرضها، وينتمي لهويتها. وبين قائلاً: «إن علينا أن نتذكر ما ينعم به وطننا العزيز من نهج ديمقراطي متجذر وثابت توارثه أهل الكويت، يملك فيه الجميع حرية التعبير وأن نفخر بدستورنا الذي ارتضيناه والذي هو محل اعتزازنا. إن المواطنة الحقيقية تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وولاء وتضحية وفداء؛ فليس الانتماء للوطن شعارا يتغنى به بل هو عمل وتفان للحفاظ على أمنه واستقراره ورفع شأنه».

البر والإحسان

     وحث سموه على البذل والعطاء قائلا: «إننا ونحن في هذا الشهر الفضيل شهر الجود والإحسان علينا أن نتذكر ما تعانيه العديد من دولنا العربية الشقيقة من ويلات الصراعات والحروب وفقدان الأمن والأمان، وما نتج عن ذلك من مآس إنسانية تدمي القلوب، أدت إلى تجويع شعوبها وتشريد مواطنيها داخل أوطانهم وخارجها وعهدنا بكم اهلنا في الكويت ممن جبلوا على حب الخير والبر والإحسان منذ القدم أنكم سباقون في مد يد العون؛ حيث سجلتم دورا متميزا في هذا المجال».

الثروة الحقيقية

     وأشاد سموه بدور الشباب وأهميته في المجتمع فقال أنهم: «عماد الوطن وعدته وأمله ومستقبله وعلينا تحصينهم من الافكار الضالة والسلوك المنحرف وحثهم على تمسكهم بديننا الإسلامي الحنيف الداعي إلى الوسطية والاعتدال وتعزيز قيم الانتماء لوطنهم، كما أن علينا استثمار طاقاتهم وصقل مواهبهم وتحفيزهم على الجد والعطاء».

لمسة وفاء

     واستذكر سموه أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وأميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراهما مبتهلا إلى المولى -جلت قدرته- «أن يسبغ عليهما واسع رحمته ومغفرته، ويسكنهما فسيح جناته، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، ويعلي منازلهم في جنات النعيم وأن يغفر لجميع موتانا وموتى المسلمين، ويتغمدهم بعفوه ورضوانه».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك