رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 3 يونيو، 2013 0 تعليق

في بيان جمعية إحياء التراث الإسلامي عن أحداث القصير السورية- الوضع الإنساني كارثي وعلينا مساندة إخواننا بالجهد والمال والمساعدات

 

     وجهت جمعية إحياء التراث الإسلامي نداء استغاثة للشعوب والحكومات الإسلامية؛ لإغاثة أهالي مدينة القصير، وبقية المدن السورية؛ مما يرتكب في حقهم من قتل وتشريد، وقد جاء في مطلع النداء: يقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)} (الصف).

     لم يعد بخاف على أحد حقيقة الوضع في سوريا اليوم ، وكيف أن قوى الظلم والضلال قد تواطأت على قتل الشعب السوري المسلم، فها نحن أولاء نعيش أزمة إنسانية تنتهك فيها جميع الحقوق الآدمية لإخواننا هناك، فمن قتل، وتشريد، وتدمير للمنازل والممتلكات، وهتك للأعراض.

     ووصف النداء ما يحدث هناك أنه أشبه ما يكون بتصفية طائفية عرقية، يقوم بها النظام المجرم ومن يناصره من أهل الكفر والضلال، وها هي مدينة القصير. وما يحصل فيها شاهد على هذه الجرائم، وإن من حقوق أهلنا أهل الشام علينا مناصرتهم بكل ما نستطيع، فهذا أقل ما توجبه الأخوة الإسلامية، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(الحجرات: 10). وهو دليل على صدق إيمان المرء المسلم، كما أن التقاعس عن ذلك هو سبب للفتنة والفساد {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كبير} (الأنفال: 73).

     ثم جاء في النداء أن الشعب السوري يستنصر إخوانه في كل مكان ، ويطلب منهم أن يمدوا لهم يد العون والمساعدة لإنقاذهم من هذا الحصار الظالم، الذي تكالبت عليهم فيه قوى الشر بأسلحتها الفتاكة، من طائرات، ومدافع ثقيلة، وراجمات صواريخ، وأسلحة كيمياوية محرمة دولياً .

     كل ذلك لتدك مدينة صغيرة لا تملك ما تدفع به عن نفسها إلا القليل ، إن ما يقع على إخواننا في سوريا وفي مدينة القصير الصامدة الأبية من حصار، وتقتيل، لا يمكن وصفه إلا بحرب إبادة، تستهدف الأطفال، والنساء، والشيوخ، والشباب، وتدمر كل ما فيها من منازل، ومساجد، ومنشآت، فلا تبقي فيها حجراً على حجر، فضلاً عن هتك للأعراض، وانتهاك حتى لحقوق البهائم والحيوانات.

     ثم وصف النداء الوضع الآن بأنه كارثة إنسانية، توجب على جميع المسلمين حكاماً ومحكومين القيام بمساندة إخواننا هناك، ونصرتهم بكل ما يستطاع؛ لوقف هذه المجازر الرهيبة الظالمة على الشعب السوري الشقيق .

     وختم النداء بتوجيه نداء عاجلٍ للحكومات والشعوب الإسلامية؛ لأن يهبوا للقيام بواجبهم تجاه ما يجري من مجازر على أرض الشام المباركة؛ لمنع هذا المشروع الإجرامي البشع، وهو (المشروع الإستئصالي الطائفي التكفيري) الذي تواطأت عليه الزمرة الفاسدة المتسلطة في سوريا، ومن يدعمهم من الإرهابيين المجرمين، ومن حزب الإرهاب، ومن انتهج نهجه ، أو تحالف معه .

     كما أننا ومن جهة أخرى لنذكر بوجوب دعم أهلنا الصامدين هناك، على كل مسلم ومسلمة ، فضلاً عما يستوجبه الوضع من دعم الحكومات والمنظمات الدولية، وإنا لندعو أهل الخير والمحسنين للمبادرة لتقديم كل ما يستطيعونه من المساعدات، للنازحين، والمهجرين، والمحاصرين، في مختلف مدن الشام .

     وقد قال أهل العلم في قوله تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} (الصف: 11): (ربما كان الجهاد بالمال أفضل من الجهاد بالنفس في مواطن)، وإن الموطن الآن هو الجهاد في سبيل الله بالمال

وقد كان النبي[ يحزن إذا رأى بلاء ونكبة على مسلم، ويدعو الناس للإنفاق في سبيل الله، حتى يذهب الله ما بهم من بلاء ومحنة، «والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه». رواه مسلم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك