رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 11 ديسمبر، 2022 0 تعليق

ضمن برنامجها الثقافي (رسالتي) إدارة الكلمة الطيبة تنظم ندوة: (نقد المتن عند الإمام أحمد بن حنبل)

 

 

في بادرة علمية لنشر رسائل الدكتوراه والماجستير للباحثين الكويتيين في المجالات الشرعية تنظم إدارة الكلمة الطيبة بجمعية إحياء التراث الإٍسلامي -ضمن نشاطها العلمي والثقافي وتحت شعار(رسالتي)- برنامجا ثقافيا مميزا يستهدف رسائل الدكتوراه والماجستير المتميزة مما قام به باحثون كويتيون لمناقشتها ونشرها والاستفادة منها، ومن خلال هذا البرنامج استضافت الإدارة -يوم الثلاثاء الماضي الموافق 29/11/2022- عبد العزيز أحمد محمد سليمان العباد؛ لتسليط الضوء على رسالة الدكتوراة الخاصة به، التي كانت بعنوان: (نقد المتن عند الإمام أحمد بن حنبل)، والمقدمة لجامعة الكويت سنة 2018.

     بين العبّاد أن هذه الأطروحة إظهار لأهمية علم العلل ودقته من خلال نقد متون الروايات، وبيان مكانة أحد العلماء فيه وهو الإمام أحمد بن حنبل، ودقة فهمه ومتانة منهجه في الحكم على الروايات من خلال متونها؛ مما جعل الباحث يقوم بجمع المرويات التي نقد الإمام أحمد متونها تحديداً في مكان واحد بعد أن كانت متفرقة في مصادر شتى، ثم دراستها سنداً ومتناً، مع النظر والمقارنة بين أقوال الإمام أحمد فيها مع غيره من النقاد والعلماء، والله الموفق إلى سواء السبيل.

علم نقد المتن

     ثم بين العبّاد أنَّ علم نقد المتن علم مهم وعظيم القدر، ولم يتقنه كل من اشتغل بالحديث، وإنما يتقن ذلك «من تضلع في معرفة السنن الصحيحة، واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها ملكة وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار ومعرفة سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهديه فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه ويدعو إليه ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة؛ بحيث كأنه مخالط للرسول -صلى الله عليه وسلم - كواحد من أصحابه.

     فمن كان حاله مثل هذا فإنه يعرف من أحوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهديه وكلامه وما يجوز أن يخبر به وما لا يجوز ما لا يعرفه غيره، وهذا شأن كل مُتَّبَعٍ مع متبوعة، فإن للأخص به الحريص على تتبع أقواله وأفعاله من العلم بها والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه وما لا يصح ما ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم والله أعلم»، ومن هؤلاء العلماء الذين اتصفوا بالصفات المذكورة آنفاً، الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- وفي هذا البحث أحببت أن أسلط الضوء على تطبيقاته العملية في نقد المتن، مع الدراسة المتأنية والفاحصة لكل تطبيق من هذه التطبيقات.

أهمية الموضوع

- إنَّ نقد المتن أحد أنواع العلل الخفية التي لا تُدرك بمجرد النظر في الإسناد.

- وجود شبهات أوردها المستشرقون حول قضية نقد المتن عند علماء الحديث.

- وجود إشكالات وتساؤلات واختلاف آراء في مسألة نقد المتن عند الباحثين المعاصرين.

مشكلة البحث

      وعن مشكلة البحث قال العبّاد: جاءت مشكلة البحث لبيان ما الأسباب الرئيسية التي تدعو الناقد الحاذق كالإمام أحمد إلى الحكم برد المتن؟ وهل كان عند الإمام أحمد ما يُعرف اليوم بنقد المتن أو النقد الداخلي؟ أم أن نقده كان لا يخرج عن إطار الإسناد والمقارنة بين الرواة؟

أهداف البحث

     جمع نماذج وتطبيقات نقد المتن عند الإمام أحمد في مكان واحد، والدراسة والمقارنة بين أقوال العلماء في الروايات التي نقد الإمام أحمد متونها، وإبراز جهود علماء الحديث عمومًا والإمام أحمد خصوصًا في نقد المتن من خلال جمع تطبيقات الإمام أحمد بن حنبل ودراستها في نقد المتن.

سبب اختيار الموضوع

وعن سبب اختيار الموضوع قال العبّاد: اخترت هذا الموضوع لأمور عدة أهمها:

1- أهمية علم نقد متن الحديث، وأثره المهم على الباحث في اكتساب الخبرة وتنمية القدرة النقدية في الحديث وفق الضوابط التي وضعها العلماء.

2- التطلع إلى معرفة تصرفات الأئمة مع الروايات التي انتقدوا متونها، مع إبراز مواقف أئمة هذا الشأن والمقارنة بين أقوالهم وآرائهم.

3- جمع عدد من الروايات التي انتقد الإمام أحمد متونها في مكان واحد مع دراستها؛ بحيث يسهل الأمر على من يريد الاطلاع على تلك الروايات مع تخريجها ودراستها.

4- الوقوف على منهج الإمام أحمد في نقد المتن.

5- المساهمة في إبراز الجهود التي بذلها العلماء في علم الحديث الشريف وحفظ السنة المطهرة.

أبرز الصعوبات

1- عدم العثور على بعض الروايات التي يذكرها الإمام أحمد في أي مصدر سوى ما يذكره الإمام نفسه.

2- ندرة المادة العلمية وكلام أهل العلم المتعلق بشرح كلام الإمام أحمد وتفسير مقصده وسبب حكمه على بعض الروايات التي ينتقد متونها.

3- الإشكالات التي تكتنف العلم الذي يُسمى اليوم بعلم نقد المتون؛ من حيث اختلاف الباحثين المعاصرين فيه، وكونه أحد المواضع التي ينبغي الحذر فيها.

 

النتائج والتوصيات

- إن الإمام أحمد هو أحد أكابر علماء الأمة الراسخين المتفننين في علوم شتى؛ مما ساهم في تكوين ملكة حديثية يقل مثيلها، استحق من خلالها أن تكتب عنه الدراسات البحثية التخصصية الدقيقة.

- إن مصطلح نقد المتن من المصطلحات المعاصرة، التي لم يذكرها علماء الحديث المتقدمون.

- من خلال النظر في الدراسات والأبحاث المعاصرة حول نقد المتن يمكننا أن نستخلص أن لنقد المتن معنيين: المعنى العام: «وهو كل نقد متجه للمتن»، والمعنى الخاص: «الاستدلال على رد متن أو جزء منه بأمور مخصوصة متعلقة بالمعنى الذي تضمنه».

- لا تلازم بين نقد المتن بمعناه الخاص مع صحة الإسناد أو ضعفه ، فقد يتجه النقد للرواية ذات الإسناد المقبول أو المردود بمختلف درجاتهما.

- العلاقة بين نقد المتن بمعناه الخاص مع مختلف الحديث هي: أن نقد المتن يعد من صور مختلف الحديث، وهي التي يرجح فيها جانب على آخر، إلا أن نقد المتن لا يُشترط فيه صحة الإسناد أو ضعفه؛ فالنقد يتجه للمقبول والمردود على مختلف درجاتهما.

- إن نقد المتن بمعناه الخاص ليس لكل أحد، وإنما لا بد أن يكون صادراً ممن هو أهل لذلك، وهو من عاش مع أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيحة السنين الطوال فعرفها حق المعرفة.

- الشاذ عند الإمام أحمد هو الرواية التي تكون مخالفة للأحاديث الأخرى التي هي أصح منه.

- الحديث الضعيف ولو تعددت طرقه قد لا يُستفاد منه الوجوب أو التحريم عند الإمام أحمد، ولكن يُستفاد منه في مشروعية الفعل أو الكراهة، ومثال ذلك حديث التسمية عند الوضوء.

-  إن نظرة الإمام أحمد إلى المتن قد تكون هي السبب الرئيس في عدم قبول الرواية عنده، وقد يكون هذا أحد الأسباب وليس بالضرورة أن يكون هذا هو السبب الوحيد دائماً.

- إن الإمام أحمد قد ينقد المتن مصرحًا بسبب واحد كما في كثير من الأمثلة في هذا البحث، فيصرح بأن هذه الرواية تخالف حديثاً آخر، أو يصرح بأن هذه الرواية لا تشبه أحاديث فلان، ولا يذكر نوعاً آخر من النقد للمتن.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك