رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 15 ديسمبر، 2017 0 تعليق

سمو الأمير في افتتاح الدورة الثامنة والثلاثين للقمة الخليجية: العقيدة الإسلامية والمصير المشترك ووحدة الهدف أساس التماسك ووحدة الصف

 كتب: المحرر المحلي

     يمثل مجلس التعاون الخليجي أحد النماذج المتميزة والمشرفة للعمل الجماعي، وقد عُدَّ المجلس من التجارب الناجحة لتحقيق الوحدة العربية والإسلامية، ذلك الحلم الذي شغل أجيالاً عدة منذ مئات السنين، تكالبت خلالها المحن وتوالت وتكاثرت على هذه الأمة؛ سواء بفعل الأعداء أم بتخاذل الأبناء؛ لذلك ليس بغريب أن يؤكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيانه الختامي لقمة الدورة الثامنة والثلاثين التي عقدت في الكويت الأسبوع الماضي، حرصه على دوره وتماسكه ووحدة الصف بين أعضائه؛ لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة، أساسها العقيدة الإسلامية والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين، انطلاقًا من قول الله -عز وجل-: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } (الأنبياء:92)، وقوله -تعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران:103).

      وقد افتتح سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قصر بيان مساء الثلاثاء 5 ديسمبر أعمال الدورة ال38 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وألقى سمو الأمير كلمة افتتح بها القمة كان أهم ما جاء فيها ما يلي:

الحرص على هذا الكيان

      أكد سمو الأمير أن نجاح المجلس في عقد الدورة الثامنة والثلاثين في موعدها المقرر يثبت للعالم أجمع حرصنا على هذا الكيان وأهمية استمرار آلية انعقاده مكرسين توجهًا رائدًا، وهو أن أي خلاف يطرأ على مستوى دولنا ومهما بلغ لابد وأن يبقى مجلس التعاون بمنأى عنه لا يتأثر به أو تتعطل آلية انعقاده.

أحداث مؤلمة

     ثم أكد سموه على أن هناك أحداثاً مؤلمة عصفت بالمنطقة خلال الأشهر الستة الماضية، وتطورات سلبية ولكننا وبفضل حكمة إخواني قادة دول المجلس استطعنا التهدئة، وسنواصل هذا الدور في مواجهة الخلاف الأخير ولعل لقاءنا اليوم مدعاة لمواصلتنا لهذا الدور الذي يلبي آمال شعوبنا وتطلعاتهم.

العديد من الإنجازات

      كما أكد سموه على إنجازات المجلس في الفترة السابقة قائلاً: مضى على مسيرة عملنا الخليجي المشترك ما يقارب أربعة عقود حققنا خلالها العديد من الإنجازات ولكن الطريق ما زال طويلا لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق آمال شعوبنا وتطلعاتهم؛ فنحن مدعوون إلى التفكير الجدي للبحث في الآليات التي تحقق أهدافنا والأطر الأكثر شمولية التي من خلالها سنتمكن من المزيد من التماسك والترابط بين شعوبنا فلنعمل على تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لهذا الكيان يضمن لنا آلية محددة لفض النزاعات بما تشمله من ضمانات تكفل التزامنا التام بالنظام الأساسي وتأكيد احترامنا لبعضنا بعضا، وترتقي بها إلى مستوى يمكننا من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

نصر على الإرهاب

     وعن مواجهة الإرهاب قال سموه: لقد استطاع المجتمع الدولي أن يحقق نصرا واسعا على الإرهاب في كل من العراق وسوريا، إلا أن ذلك الخطر ما زال يهدد استقرار العالم والبشرية جمعاء؛ فالأزمات والصراعات التي ما تزال دائرة تعد بؤرا تغذي ذلك الإرهاب؛ فالكارثة الإنسانية والأزمة الطاحنة في سوريا ما تزال دائرة رغم ما تبذل من جهود دولية لإنهائها، ولكن الأمل يبقى معقودا على نجاح الاجتماعات واللقاءات والحراك لتحقيق التوافق المنشود وإنهاء ذلك الصراع المدمر ونشيد في هذا الصدد بدور الأشقاء في المملكة العربية السعودية وجهودهم البناءة في تحقيق اللقاءات بين مختلف أطياف المعارضة السورية ونجاحهم في توحيد كلمة المعارضة.

السلام في الشرق الأوسط

     وفيما يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الأوسط قال سموه: إننا نأمل أن يتمكن المجتمع الدولي من تحريك هذه العملية الجامدة لنصل إلى اتفاق سلام شامل وكامل يدعم استقرار المنطقة والعالم وذلك وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

البيان الختامي

     وفي بيانه الختامي الذي تلاه الأمين العام عبداللطيف الزياني جدد المجلس تأكيده على تعزيز وتعضيد دور مجلس التعاون ومسيرته المباركة نحو الحفاظ على المكتسبات وتحقيق تطلعات مواطنيه بالمزيد من الإنجازات، بفضل حكمة وحنكة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ورعايتهم لهذه المسيرة التي أصبحت ركيزة أمن واستقرار وازدهار على المستويين الإقليمي والدولي. وفي ما يلي أهم ما جاء في البيان الختامي:

وحدة الصف

     أكد المجلس الأعلى حرصه على دور مجلس التعاون وتماسكه ووحدة الصف بين أعضائه؛ لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين من خلال المسيرة الخيرة لمجلس التعاون، واقتناعها بأن ذلك يخدم التطلعات السامية للأمة العربية والإسلامية.

مكافحة الارهاب

     كم أكد المجلس على مواقفه الثابتة في مواجهة الإرهاب والتطرف، ونبذه لكافة أشكاله وصوره، ورفضه لدوافعه ومسوغاته! وأيا كان مصدره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، والتزامه المطلق بمحاربة الفكر المتطرف للجماعات الإرهابية التي تقوم من خلاله بتشويه الدين الإسلامي الحنيف، كما أكد أن التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب هي من أهم المبادئ والقيم التي تقوم عليها مجتمعات دول المجلس، وتعاملها مع الشعوب الأخرى، وأشاد المجلس بإعلان مملكة البحرين تدشين مركز الملك حمد لحوار الحضارات والتعايش.

القضية الفلسطينية

     كما أكد المجلس الأعلى مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعمها للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على الأراضي الفلسطينية المحتلة جميعها منذ يونيو 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وفق مبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية ورفض السياسات الإسرائيلية التي تنتهك القوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ تلك القرارات، وأكد على أهمية عدم تغيير الوضع القانوني او السياسي او الديبلوماسي لمدينة القدس، وإن أي تغيير في هذا الوضع ستكون تداعياته بالغة الخطورة، وسيفضي إلى مزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي ومفاوضات الحل النهائي.

مسلمو الروهينغا

      كما أدان المجلس الأعلى ما يتعرض له مسلمو الروهينغا في جمهورية ميانمار من تطهير عرقي ومجازر واعتداءات وحشية، وطردهم من ديارهم والتدمير الممنهج لمنازلهم وقراهم، مجددا دعوته للمجتمع الدولي إلى إدانة هذه السياسات والتحرك العاجل لوقف هذه الأعمال، ومنح الأقلية المسلمة في ميانمار حقوقها دون تمييز أو تصنيف عرقي وضمان عودتهم إلى قراهم تحت إشراف أممي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك