رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 17 أبريل، 2012 0 تعليق

جامع الزيتونة «أول جامعة إسلامية» يستأنف التدريس بعد إغلاقه لعقود منذ عهد بورقيبة

 

       أعلن في العاصمة تونس عن إعادة فتح التسجيل للتدريس بجامع الزيتونة أحد أبرز منارات الدين الإسلامي المعتدل في شمال أفريقيا في السابق بعد إغلاق استمر عقودا.

       ووسط حضور أهالي مدينة العتيقة تم فتح الأقفال الموضوعة على أبواب الهيئة العلمية للجامع بإذن قضائي أنهى إغلاق هذه المؤسسة الذي استمر في حكم الرئيسين العلمانيين السابقين لتونس الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.

       وجامع الزيتونة أول جامعة في العالم الإسلامي بدأت دروسها قبل 1300 سنة، ولم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتع به جامع الزيتونة، بل شكل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي؛ إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتدريس، وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب.

ومن أبرز رموز الزيتونة الشيخ الطاهر بن عاشور والطاهر الحداد وعبدالرحمن بن خلدون.

       وفي أول أيام التسجيل بجامع الزيتونة تدفق عشرات الشبان والفتيات للفوز بمقاعد في جامع الزيتونة الذي سيتم خلاله اعتماد عديد من المواد مثل العقيدة والأخلاق والمنطق والسيرة النبوية.

  وعلى مكتب صغير وضعت مئات الأوراق المملوءة من قبل طلاب يريدون متابعة أول دروس دينية ستنطلق الشهر المقبل على الارجح.

       واصطف شبان وشابات محجبات في الصف نفسه للتسجيل وكانوا يتبادلون الحديث عن ضرورة إعادة الدين المعتدل إلى تونس، بينما كان متطوعون ينظفون بيوتا كبيرة في المسجد ويخرجون أثاثا قديما متآكلا كان محتجزا في بيوت الجامع المزركشة بألوان كثيرة.

       وقال شاب اسمه محمد ياسين بن علي يهتم بتسجيل الطلبة لـ «رويترز»: «مثلما تشاهدون هناك إقبال كبير على الاستفادة من الدروس التي ستقدم من جديد في الزيتونة بعد سنوات كثيرة من إغلاق هذا الرمز الديني والعلمي المتنور»، وأضاف بينما كان مشغولا بتوزيع الاستمارات على الطلبة: «عديد من المواد ستدرس مثل الأخلاق والعقيدة والسيرة والمنطق، الدروس ستكون للذكور والإناث معا».

       وبدت علامات الفرح واضحة على وجوه عشرات الحاضرين أثناء فتح أبواب الهيئة العلمية التي تقع في قلب المدينة العربية بتونس المكتظ بالسياح الغربيين الذين يتجولون في محلات التحف التقليدية.

       وقال فتحي الخميري الكاتب العام لجمعية أحباء جامع الزيتونة لـ «رويترز»: «إرجاع هذه المنارة العلمية والدينية أمر بالغ الأهمية في ظل تزايد الغلو والتطرف الديني الذي نعيشه حاليا.. الهدف إرجاع الدور العلمي والديني للزيتونة في تونس وشمال أفريقيا لنشر قيم الدين المعتدل».  وجمعية أحباء جامع الزيتونة هي التي رفعت دعوى قضائية لإعادة التدريس بالزيتونة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك