رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 15 مايو، 2012 0 تعليق

تنامي نفوذ الشيعة في نيجيريا

 

      كشفت تقارير صحافية تنامي نفوذ الشيعة في نيجيريا واتساع نطاق الحركة الشيعية لدرجة بات يوصف نفوذهم بأنه «دولة داخل الدولة» بما يشكل تهديدًا حقيقيا على البلاد.

      وذكر موقع «بي بي سي» الإلكتروني, أن مدينة كادونا تعد معقلَ الحركة الشيعية الرئيسة في نيجيريا, وتُصدر الحركة الشيعية هناك صحيفة يومية واسعة الانتشار منذ عقدين, كما أنها أعلنت أنها ستطلق قريباً محطة إذاعية عبر موقعها على شبكة الإنترنت, وذلك عبر الموجات الرئيسة للدولة, وستطلق كذلك قناة تلفزيونية. كما أن هناك العديد من الأفلام الوثائقية التي تمتدح الحركة الشيعية وقادتها والتي تباع بكثرة للسكان المحليين في المدينة في صورة أسطوانات «دي في دي», وذلك بعد ترجمتها إلى لغة الهاوسا المحلية.

      وكتب الصحافي مارك لوبيل في تقرير نشرته «بي بي سي» أنه «في السنوات الأخيرة, زاد حجم عضوية الحركة واتسع نطاقها بعد أن كانت حركة صغيرة ومحدودة, وذلك في وقت تحول الاهتمام إلى حركة بوكو حرام, التي تحارب من أجل إقامة دولة إسلامية في نيجيريا».

      وأشار إلى أن بعضهم باتوا يخشون من نمو الحركة دون وجود رقابة من السلطات الحاكمة التي تتهمها الحركة بأنها غير جديرة بالحكم, لافتاً إلى أن زعيم الحركة الشيعية إبراهيم زاكزاكي بات نصيرًا للتشيع في الفترة التي وقعت فيها الثورة الإيرانية العام 1979.

      وأوضح أن الأحداث في إيران شجعت زاكزاكي ليؤمن بأن ما وصفه بالصحوة الشيعية يمكن أيضًا أن تصل إلى نيجيريا, وبالرغم من نفيه تلقي أي تمويل من إيران, إلا أنه يعارض بشدة الولايات المتحدة كما تفعل إيران.

      ونقل عن زاكزاكي, البالغ من العمر 57 عامًا, قوله: إن لديه مئات الآلاف من الأتباع, كما أنه يحرص على تعليق صورة لزعيم الثورة الإيرانية الخميني, كما يحرص هو وأتباعه أيضًا على متابعة الأحداث الجارية في إيران.

      ورداعلى سؤال عما إذا كان الهجوم العسكري على إيران سيكون له تأثير في نيجيريا, قال زاكزاكي: «ليس فقط في نيجيريا, ولكن في جميع أنحاء العالم».

      وأشار زاكزاكي إلى أنه يفكر في الدخول في العملية السياسية, وأنه ربما يؤسس حزبًا سياسيا إذا سمح بذلك النظام العام للدولة, ولكنه لا يزال يرى أن الوضع الحالي في البلاد لا يسمح بذلك حاليا.

      وانتقد زاكزاكي النظام العام للدولة وألقى باللوم على الدولة في حدوث مشكلة غياب الأمن في البلاد, فيما أكد أتباع زاكزاكي أنهم يتفقون مع وجهات نظره, كما أنهم يدعمون أفكاره الدينية التي يرون أنها تنتشر حالياً ليس فقط في نيجيريا بل في جميع أنحاء أفريقيا.

      من جانبه, رأى الكاتب مارك لوبيل الذي زار معقل الحركة الشيعية في كادونا, أنه «خلال اللقاء مع الشيخ زاكزاكي, كان الغموض يلف بعض إجاباته, وربما كان من الواضح عدم ثقته في الإعلام, ما دعاه إلى أن يسجل هو لنفسه نسخة من الحوار خشية تحريف كلامه».

      وأشار إلى أن زاكزاكي, الذي خاض أنصاره صدامات عنيفة عدة مع الدولة, «ترك العديد من الإجابات دون تفسير ما أعطى انطباعًا بأن لديه ما يخفيه».

      في سياق متصل, قال المحلل السياسي النيجيري محمد كبير عيسى, أحد كبار الباحثين بجامعة أحمدو بيلو, إن «هذه الحركة (الشيعية) تشكل تهديدًا حقيقيا على البلاد».

      وأضاف أن الحركة الشيعية بقيادة الشيخ زاكزاكي تعد «دولة داخل الدولة», مشيراً إلى أنه يعلم أن الحركة تقوم بإجراء تدريبات عسكرية لأعضائها, ولافتاً إلى أنه «عند الشروع في القيام بتدريبات عسكرية, فهناك بالتأكيد نوع من الترقب لشيء ما, وهناك أيضًا توقعات معينة».

المصدر: السياسة: العدد 15644

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك