رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 15 مايو، 2013 0 تعليق

«تراث الجهراء» تقيم محاضرة بعنوان «جور الملوك» – فهـــد التويجــــري: أئمة السلف لم يخرجــــوا عن طـاعة الولاة والحكام


     
أكّد الشيخ فهد بن سليمان التويجري أنه في خضم الفتن التي عصفت بالأمة الإسلامية من بعد عصر النبوة، لم يخرج أئمة السلف أبداً عن طاعة الولاة والحكام، ولم يفكروا قط في الخروج على الحاكم ونكث بيعته، أو حتى تكفيره والنيل منه، مسترشدا بحقب من التاريخ الإسلامي، وبمواقف من أئمة السلف الداعية للسمع والطاعة حقناً لدماء المسلمين.

جاء ذلك في محاضرة بعنوان: (جور الملوك) التي قدمها في استراحة جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء وسط حضور كبير.

     وقال التويجري: إن التحولات التي تمر بالساحة الإسلامية وما يحيط بها من أحداث جسام وفتن ومحن، لابد أن نستلهم من خلالها تاريخنا الإسلامي وتاريخ سلف الأمة في التعامل مع الولاة والحكام، موضحاً أن الرئيس والحاكم قد يُظْلَم، فلقد ظُلِم من ولي أمر هذه الأمة عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى أزهقت روحه، سارداً الحقب الإسلامية المتعددة التي محقت بها الفتن، ابتداء من عصور ما بعد عهد النبوة والصراعات فيها، مروراً بزمن العصر الأموي والعباسي، مبينا أنه على الرغم من هذه الفتن إلا أن هناك من عقلاء الأمة الذين يتبعون هدي النبي[، لم ينقل عن أحد منهم من كفّر الحاكم، أو دعا للخروج عليه، مستشهدا بعصر مروان بن الحكم وابنه عبدالملك، والحجاج بن يوسف، والوليد بن عبدالملك والوليد بن يزيد، وأبي العباس والمأمون وغيرهم.

     وأوضح التويجري بأن ظُلم الحاكم ونكث بيعته يقع في خانة الكبائر العظام عند أهل السنة، ويعجز كل طالب للحق وباحث في التاريخ أن يبين عكس هذا، مشيراً إلى أنه أصبح من الضرورة بمكان أن نقف على حقيقة السلف الصالح، وموقفهم من الخروج على الحاكم، حتى في ظل التجاوزات التي مورست في عهد الدولة الأموية والعباسية، مستشهدا بأحوال بعض المسلمين اليوم الذين تجرّؤوا على الأمراء والملوك، ومارسوا الظلم عليهم، ابتداء من تكفيرهم وحتى الخروج عليهم والنيل منهم.

     وتناول التويجري بإسهاب المحنة التي تعرّض لها الإمام أحمد بن حنبل دليلاً على موقف أئمة السلف تجاه الملوك والأمراء، ورغم سجنه ومحاولة إجباره على القول بخلق القرآن إلا أنه لم يطالب المسلمين في ذلك الوقت بأن يقفوا ضد المأمون، ولم يناد بالمسيرات والمظاهرات والخروج عليه، وحتى عندما مات المأمون لم ينل منه، ولم يتفوه بكلمة عليه، مبيناً بأن أئمة السلف ومنهم الإمام أحمد بن حنبل لم يتبعوا شهواتهم، ولم يكن لديهم أطماع في هذه الحياة الدنيا، ولم يشتغلوا أيضا تحت راية حزب معين أو جماعة محددة، بل اقتفوا أثر النبي صلى الله عليه وسلم  في قوله «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر» وحتى إن أحدهم (وهو أحمد بن حنبل) قال: «لو كانت لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان»، أو قول ابن تيمية: «ما خرج أناس على إمامهم إلا كان بعد خروجهم أسوأ مما كانوا هم عليه».

     ودعا التويجري إلى العودة إلى منابع الدين الصافي، وهدي النبي [ في التعامل مع الولاة والحكام، مذكّرا بأن يد الله مع الجماعة، وأن ننظر في تاريخنا الإسلامي؛ ونرى العبر، وكيف تعامل سلفنا الصالح مع الولاة، مستدلاً بأنه ما خرج أحدٌ على أميره إلا حلت به النوازل والمصائب، مختتما محاضرته بأن الملوك وكل من يلي أمر هذه الأمة مطالبون بالعدل، مذكرا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلّهم الله في ظله يوم القيامة.. إمام عادل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك