أ.د. حمد التويجري في ديوانيــــة الفردوس: الشبهات بدأت تنخر في مجتمعاتنا، وأسوؤها وأعظمها التيار الإلحادي الذي ينكر وجود الله – عز وجل-
أقامت لجنة الدعوة والإرشاد التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي – الفردوس بالتعاون مع المراقبة الثقافية بإدارة مساجد محافظة حولي، محاضرة لفضيلة الشيخ الدكتور: حمد بن عبد المحسن التويجري، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المملكة العربية السعودية، وذلك بحضور جمع من المشايخ وأساتذة الشريعة في دولة الكويت، وعلى رأسهم فضيلة د. محمد الحمود النجدي - رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي - فرع صباح الناصر، ود. خالد شجاع العتيبي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة في جامعة الكويت ورئيس الهيئة الشرعية لبيت الزكاة الكويتي، ود. مطلق الجاسر عضو هيئة التدريس في قسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة في جامعة الكويت، ود. فرحان عبيد رئيس الهيئة الإدارية في جمعية إحياء التراث الإسلامي في الجهراء، والشيخ فلاح خالد المطيري رئيس لجنة القارة الهندية، والشيخ بندر مناحي المطيري رئيس الهيئة الإدارية في جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع صباح الناصر، وغيرهم من المشايخ والدعاة الأفاضل في دولة الكويت.
زمن الفتن
وابتدأ فضيلة الأستاذ دكتور حمد بن عبد المحسن التويجري حديثه بقوله: إنني أحب في هذا الجمع المبارك أن أُشير إلى أننا في زمن كثرت فيه الفتن، ولا يخفى على ذي لب أننا في زمن تلاطمت فيه الفتن، وأجلبت علينا بخيلها ورجلها، وما زالت كما يكون البحر وبقينا في حالة وفي ووضعٍ لا يعلم مداهُ إلا الله -عز وجل- فتن شهواتٍ لم تعد قاصرة على أن يذهب الإنسان إليها في أماكنها كما كان الأمر سابقاً، بل جاءتنا في بيوتنا وفي أخص خصوصيتنا في غرفنا الخاصة، بل وللأسف دخلت أماكن عبادتنا في المساجد.
فتن الشبهات
وأضاف التويجري: وأما فتن الشُبهات فحدث ولا حرج، ولعلي لا أُذيع سراً أننا قبل أسبوعين كان عندنا اجتماع لجمعية العقيدة في الجامعة الإسلامية وكان هناك نقاش في بعض القضايا والوسائل التي ينبغي العمل عليها، وكان معنا رئيس الجمعية الشيخ صالح سندي الذي يرأس (مركز يقين) الذي يُعنى بالرد والوقوف في وجه التيار الإلحادي الذي انتشر بين أبنائا وبناتنا والله المستعان.
وأوضح التويجري على لسان السندي يقول وبالحرف الواحد: لما بدأنا المشروع كنا نتصور أن العدد محدود وأن الجهود بسيطة لهؤلاء، وأن غالب عمله في السر، لكنه يستدرك بقوله: لما دخلنا في هذا العمل وكنت من سنة أو أكثر حضرت مؤتمراً في أمريكا في التجمعات وكان الاجتماع يُعنى بدراسة ظاهرة الإلحاد فكانت ضمن الأوراق المقدمة من أحد الأساتذة في الجامعة وكان نصرانيا؛ لكن كان يتبنى الوقوف في وجه هؤلاء الملاحدة ويرد عليهم؛ لأن ظاهرة الإلحاد أصبحت ظاهرة تواجه جميع الأديان السماوية ولاسيما الشرائع السماوية الثلاث النصارى واليهودية والإسلام؛ حيث قام من خلال بحث عملي واستقصائي ليتضح له بأن هذا التيار يجتاح البلاد الغربية بمعدل 80%.
وأشار: أنا ذكرت ذلك من باب ضرب مثال فقط على خطورة الشبهات التي تواجه الأمة الإسلامية عموما وتواجه بلادنا بلاد الخليج خصوصا هذه البلاد التي عرفت -ولله الحمد- بأنها من أكثر البلاد محافظةً وتمسكا بوجود كل من العلماء وطلبة العلم والدعاة وأسر ولله الحمد نشأت على الفطرة، نشأت على الالتزام والإسلام.
شبهات تنخر مجتمعاتنا
وتابع إلى أننا نقول الآن: هذه الشبهات بدأت تنخر في مجتمعاتنا وأسوؤها وأعظمها هذا التيار الإلحادي إنكار كل دين وإنكار وجود الله -عز وجل- ومن خلال حقيقة الجلوس مع المختصين والاطلاع على بعض ما كتب في هذا الأمر يتضح لنا أن هذا التيار استغل جانبين، الجانب الأول: جانب الشهوات؛ لهذا فإن بعض من تأثر بهذا التيار بدأ من خلال البحث عن شيء يجعل له الحرية المطلقة، فهو لا يريد أية قيود لافتا إلى أنهم استفادوا حقيقة ًفي التشكيك في كثير من مسلمات الشرع من خلال ما يسمى بالتيار العقلاني؛ حيث تم استدراج كثير من الناس خطوةً خطوة،ولا شك أن من أهم الأسباب التي أوقعت شبابنا وبناتنا في براكن الإلحاد هي التساهل في الدخول لبعض المواقع، والتساهل في سماع التيار العقلاني أو الملحدة الصِرف، وقد يدخل الإنسان بادئ ذي بدء هذه المواقع من باب الاطلاع ولكننا نحذرهمبقوله تعالى في هذا الصنف من الناس: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(الأنعام: 68).واختتم الشيخ حديثه بتوجيه الشكر الجزيل للجنة الدعوة والإرشاد- الفردوس على هذه الاستضافة وتواجد أساتذة الشريعة والمشايخ في الكويت متمنيا للجنة دوام التوفيق والسداد، وفي الختام تقدم سعود بن حشف المطيري -رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع الفردوس- بالشكر الجزيل للشيخ أ.د. حمد التويجري، كذلك لجميع الحضور من الإخوة المشايخ وطلبة العلم والشكر موصول للمراقبة الثقافية بإدارة مساجد حولي.
لاتوجد تعليقات