رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 13 يوليو، 2010 0 تعليق

وحشية الصين الخفية!

 قبل عام من الآن، عندما قامت الشرطة الصينية باستخدام العنف في قمع احتجاج سلمي نظمته أقلية الويغور في أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ غرب البلاد، نظر العالم بصورة أساسية إلى الاتجاه الآخر. هناك رسالة بعنوان (هل بإمكان أي أحد سماع أصواتنا؟)، إنها تقرير أصدره في الآونة الأخيرة مشروع حقوق الإنسان للويغور. ويذكر هذا التقرير، المستند إلى شهادات شهود عيان، بالتفصيل، إطلاق النار على المحتجين، الذي أسفر عن مصرع المئات، وكذلك الضرب الجماعي والاعتقال التعسفي لآلاف الأفراد وعشرة شهور من قطع الاتصالات، وهو ما عزل المنطقة عن العالم الخارجي. وذكر أحد شهود العيان أنه رأى رجال الشرطة يسلمون عصا من الصلب للصينيين من قومية الهان؛ مما يؤكد التقارير التي تفيد بأن قوات الأمن أثارت العنف ضد الويغور.

وفي الحقيقة، يعد نقل السكان، الذي يهدد التركيبة العرقية في شينجيانغ، أحد أبعاد سياسة صينية منهجية تهدد بقاء قومية الويغور. وتم عمليا إلغاء لغة الويغور من المدارس، في الوقت الذي تم فيه حظر مئات الكتب حول تاريخ الويغور، بل وتم حرقها. كما أن هناك هجوما على الديانة الإسلامية التي تدين بها قومية الويغور، حيث يتم إجبار المتدينين على الخضوع لعملية (إعادة تثقيف وطني)، وتسيطر السلطات سيطرة صارمة على إنشاء المساجد. أضف إلى ذلك أن السلطات الصينية تهدم مدينة كاشغار القديمة، وتجبر 200 ألف فرد في 65 ألف أسرة على تركها، وتدمر ما يطلق عليه (مهد ثقافة الويغور).

ومن الممكن أيضا بذل الكثير من جانب المجتمع الدولي، فمن الممكن أن يجعل حل مقترح قدمه عضو مجلس النواب الديمقراطي جيمس ماكجوفرن الولايات المتحدة تثير قضية حقوق الويغور في اجتماعات مع المسؤولين الصينيين، وتقديم طلب يتيح للعاملين بالسفارة الأميركية مراقبة المحاكمات والسعي إلى إقامة قنصلية في أورومتشي، كما ينبغي للولايات المتحدة والمجتمع الدولي تأييد دعوة أطلقها الويغور قبل ثلاثة أشهر لإجراء تحقيق دولي مستقل في أحداث يوليو من العام الماضي وفتح حوار بناء مع السلطات الصينية.

إن الويغور يصرخون في الصحراء، وقد آن الأوان لسماع أصواتهم!

كارل غيرشمان- جريدة الشرق الأوسط.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك