رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 15 أغسطس، 2010 0 تعليق

لجنة الفردوس تستضيف فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب

 

 

     اتضافت لجنة الفردوس للدعوة والإرشاد، التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي، بالتعاون مع المراقبة الثقافية التابعة لإدارة مساجد محافظة حولي، الشيخ الداعية الشيخ محمد حسين يعقوب من جمهورية مصر العربية، والذي قام بدوره بإلقاء دورة إيمانية بعنوان (كيف نستقبل رمضان؟) في مسجد العدواني في الفردوس، وهي ضمن الاستعدادات التي تقوم بها اللجنة لاستقبال هذا الشهر الفضيل، لتهيئة النفوس وتشويقها إلى الشهر المبارك، والحث على استغلال الأوقات بالعبادات والطاعات.

     وابتدأ الشيخ محمد حسين يعقوب حديثه بتساؤل: كيف يستقيم حالنا في رمضان؟ وعلق على ذلك بقوله: لابد أن تعدَّ له العدة: فلابد لك من شوق محرق يأخذ بيدك إلى ربك، ولا يحصل لك ذلك إلا بأن تطالع أسماء الله وصفاته، وتشاهد منن الله عليك وفضله السابغ، وتطالع جنايتك فتتحسر على فوات الزمان في غير طاعة الله، فتتشوق لاستدراك الفائت، وتهفو نفسك إلى عمل صالح يكفر ما قد كان من فعالك.

      وأضاف الشيخ يعقوب: ومن ذلك أن تعرف عظم فضل العمل الصالح كي تحتسبه عند الله تعالى؛ فإن تكفير الخطايا مرهون بذلك؛ قال رسول الله: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه). وقال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه). واستطرد الشيخ يعقوب: وحذار من رفقة السوء فإنها لأشد قاطع وعائق عن الطريق، بل الزم أهل الطاعة، وانبذ أهل البطالة، ورافق أهل الهمم العالية.. {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (المطففين: 26).

وذكر الشيخ يعقوب بعض النيات التي يمكن استحضارها عند الصيام، فقال:

1 - استحضر أن تكون ممن قال الله فيهم: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُون لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (التوبة: 112)، قال المفسرون: «أما قوله: {السَّائِحُونَ} فإنهم الصائمون». وقالت عائشة رضي الله عنها: «ساحة هذه الأمة: الصيام».

2 - استحضر أنك تقوم بعمل لا مثيل له «عليك بالصوم فإنه لا عدل له».

3 - استحضر أنك تقوم بعمل ادّخر الله ثوابه: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة: 17).

4 - أن تكفر سيئاتك: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِوَ وَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ».

5 - اغتنام صلاة الله عز وجل والملائكة عليك: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين».

    وتابع يعقوب حديثه بقوله: إن الثمرة المرجوة من الصيام هي التقوى؛ فاحرص على أن تتقي الله في أعمالك وأقوالك، ظاهرك وباطنك، سرك وعلانيتك، وإذا صمت رمضان وقمته فأنت من الصديقين والشهداء، فاجعل صومك جديرًا بهذه المنزلة، وأنصحك بالعزلة عن الناس وتجنب الاختلاط بهم، تأمل نعم الله عليك.. إذ رزقك الطعام وحرمه غيرك، ورزقك الشراب وحرمه غيرك، ورزقك الطاعات وحرمها غيرك، وإذا اضطررت للاختلاط بالناس، فحافظ على لسانك، وبصرك، وأذنك، وعينك وقلبك، وصنها عن ارتكاب المحرمات، ولا تضيع منك طاعة واحدة، قم بكل الطاعات التي تستطيعها، وإن أنفاسك هي عمرك، فلا تدع نفسا واحدًا يمر بك دون أن تذكر ربك، فلا تفتر عن الذكر لحظة، وانبذ البطالة و»البطّالين» وصاحب ذوي الهمم، وليصم قلبك عن المعاصي، والخواطر الرديئة، وإذا صمت، فليصم بصرك، وسمعك، ولسانك، وأذنك، وقلبك، ويدك، ورجلك، وبطنك، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك.

     وأضاف الشيخ يعقوب: احرص على الصدقة كل يوم، واحرص على تفطير الصائمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل يوم، ولو أن تنهى وتأمر نفسك أنت، واحذر لسانك فإنه سبع، إن تركته أكلك، ولا تتكلم إلا في طاعة الله، واحذر  الغيبة، فإنها تخرق الصيام، والاستغفار يرقعه، فإذا وقعت في الغيبة فرقّع صيامك، واحرص على صلاة التراويح في المسجد، وأدرك الصلاة من أولها، ولا تنصرف حتى ينتهي الإمام حتى يكتب لك قيام ليلة، واحرص على الخشوع في الصلاة، وحضور القلب في كل الطاعات، واستحضر الخشية من الله، وأكثر من النوافل، واحرص على الاستغفار بالأسحار، وعلى الاعتمار في رمضان، وداوم على الطاعة وإن قلت، وإياك وشياطين الإنس فإنهم: «دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا»، متفق عليه. وإياك والمعصية في نهار رمضان ولا ليله، وإياك والتلفزيون، والأغاني، والتدخين، والتسكع في الشوارع، وإطلاق البصر، وأكل الحرام.. إياك أن تعصي ربك، واحرص على كل أسباب المغفرة حتى يغفر لك في رمضان، وإلا أصابتك دعوة جبريل عليه السلام: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ».

     وختم حديثه، بتوجيه الشكر إلى لجنة الدعوة والإرشاد – الفردوس التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وإلى المراقبة الثقافية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ لتوجيه هذه الدعوة الكريمة، وإقامة هذه الأنشطة الدعوية، وتمنى من المولى جل وعلا، أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك