رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 19 سبتمبر، 2011 0 تعليق

قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا…}. بيان من جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان حول الوضع الراهن وقيام دولة الجنوب

 

قال تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط} (آل عمران: 120).

       ظلت جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان منذ تأسيسها في الربع الأول من القرن الماضي تدعو إلى الله بالحسنى وترفع راية التوحيد الذي به تصفو العقيدة وتتوحد القلوب، وتعمل في مجال البر والإحسان وتقدم الخير لجميع أبناء الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه.

       إن بلادنا تستقبل تحديات كبيرة ومخاطر عديدة في تاريخها المعاصر بعد أن اختار الجنوب طريقه وتفجرت أحداث جنوب كردفان، كما ظلت مشكلة دارفور تراوح مكانها، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية، كل هذه التحديات لن تستعصي على أهل السودان إذا استعانوا بالله تعالى وتوكلوا عليه، وأخلصوا العمل لله تعالى رفعة لبلادهم وحفظا لعزتها وكرامتها.

       وإن إعادة ترتيب الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد التاسع من يوليو عمل مهم وحاسم لمستقبل البلاد، ولا غنى للحكومة عن بعد النظر واستعمال أهل الخبرة والتأهيل من ذوي الأمانة والخلق دونما اعتبار لولائهم الحزبي أو انتمائهم القبلي أو الجهوي وإشراك كل الأمة وفعالياتها في هذا الأمر توسيعا للشورى.

       إن كيد الأعداء وتربصهم ببلادنا ليدعو كل القوى السياسية إلى البعد عن المزايدات والكيد السياسي وجعل المصلحة العليا للبلاد هي الغاية التي يعمل من أجلها الجميع.

       وتحتم الضرورة والتحديات الماثلة أن يحرص المواطنون على وحدة البلاد، وأن يتحلوا بالدين وأخلاقه وقيمه الفاضلة التي دعا إليها الإسلام وهي أساس الأمن والاستقرار.

       وتتسع دائرة المسؤولية الجماعية لبذل جهود أكبر لإطفاء البؤر المشتعلة في البلاد حتى تحقن الدماء ويأمن الناس على أنفسهم وممتلكاتهم وتسير الحياة إلى ما هو أفضل، ولا يتم ذلك إلا عبر الوفاء بالعهود والمواثيق الموقعة والاحتكام للحوار من أجل علاج الخلافات والنزاعات على هدى من الله تعالى ورسوله [.

       وفي هذا الشأن ندعم جهود الدولة والمجتمع في أي اتفاق يحقن الدماء ويحقق الأمن والاستقرار والتنمية في أي جزء من بلادنا العزيزة، كما نقرر هنا أن أمن السودان واستقراره ودولة الجنوب من أمن واستقرار الآخر؛ مما يتطلب التعاون وحسن الجوار وحل المسائل العالقة بالحوار.

       ويتعين على أهل السودان إخلاص النية والقصد والتراضي على دستور دائم ونظام حكم راشد يستمد شرعيته من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، ويراعي حقوق غير المسلمين ويحفظ للدولة قوتها وهيبتها لتنعم البلاد ببركات شرع الله بعيدا عن العلمانية البغيضة.

       وحتى تتجاوز بلادنا سلبيات الانفصال الاقتصادية فلابد من تقوية القطاعات الزراعية والصناعية وتنمية الثروات الباطنية والظاهرة لتعويض المفقود من البترول، والاهتمام بالإنسان الذي هو أهم عوامل التنمية، تعليما، وتدريبا، وتأهيلا.

       ولا يخفى أن النجاح يكمن في تهيئة المناخ الملائم للإنتاج والاستثمار وتوفير الأجواء الاقتصادية السليمة والبعد عن الربا الذي يهدم الاقتصاد ويوسع دائرة الفقر بل هو محاربة لله عز وجل.

       حفظ الله السودان، دينه وأمنه ورزقه، وأدام عليه العزة ورعى أهله وجمع كلمتهم ووحد صفهم، وشدد قيادته.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

د. إسماعيل عثمان محمد الماحي

الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك