رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 14 فبراير، 2011 0 تعليق

في محاضرة للمخيم الربيعي لفرع الجهراء- العصيمي دعا للاعتصام بالكتاب والسنة والابتعاد عن الفتنة

 

      دعا الشيخ محمد ضاوي العصيمي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المسلمين في زمن الفتن  إلى الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله [ ونبذ الفرقة بينهم  والأخذ بأسباب الحكمة كسبيل للخروج من الفتن التي سوف تغرق الجميع، جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها العصيمي في المخيم الربيعي التاسع عشر الذي تنظمه جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء وذلك في منطقة استراحة الحجاج وسط حضور جيد.

       وأشار العصيمي في بداية محاضرته إلى الفتن والوقوع فيها بأنه قد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على بيان موضوع الفتن والوقوع فيها والمخرج منها وهي لذلك من المؤكد أنها واقعة على المسلم شاء أم أبى فمن اعتقد في أي زمان أو مكان أن الفتن والامتحانات لا تقع فهو مصاب بالعمى، وفي ذلك يقول الله عز وجل: {وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا} مضيفا أن التعامي عن اعتقاد وقوع الفتن أمر مذموم ولا يحمد عليه صاحبه فالفتن لا محالة واقعة في كل زمان ومكان إذ يقول الله عز وجل: {ولنبلونكم بالشر والخير فتنة} فالله تبارك وتعالى له في الحوادث الشرعية والكونية حكم كثيرة يعجز البعض عن إداركها وذلك لخفاءها وقد يقع الناس فيها وهم لا يشعرون إلا بعد أن يحل شؤمها على الإنسان لذلك لا يعرف الفتن إذا أقبلت على الناس سوى العلماء لأنهم عند ورود الفتنة يكونون راسخي القدم لا يتزحزحوا  عنها حتى لو أجمع الناس عليها، مبينا أن هذه هي فائدة العلم الشرعي الذي يجعل الإنسان على بصيرة في كل شيء.

       وأشار العصيمي إلى أنه إذا حلّت الفتنة بالإنسان فالموت خير له من التخبط فيها إذ إنك تموت على دينك وإيمانك وهذا خير لك من أن تموت وأنت غارق في الفتنة.

        وأوضح العصيمي أن المجتمعات والإنسان بخاصة حينما يقعون في الفتن يصبح الحليم فيهم حيران إذ إن صاحب العقل يحار فيها وربما تنسيه حتى سبل الخروج منها مستشهدا في ذلك بموقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فتنة موت النبي [ «من قال إن محمدا مات علوته بسيفي، لم يمت ولكن ذهب إلى لقاء ربه» فردّ عليه أبو بكر رضي الله عنه مذكرا إياه بقوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فقال عمر: كأني أسمعها لأول مرة.

     وتدرج العصيمي في عرض بعص صور الفتن منها فتن الشهوات المتعلقة بالدنيا، وفتن الشبهات المتعلقة بالدين وهي أعظم وأخطر لأنها من الممكن أن تفضي بالمؤمن إلى الكفر ففي الحديث أشار النبي إلى شئ من ذلك في قوله: «فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا»، ثم عرج العصيمي على فتنة الاقتتال بين المسلمين فذلك أمر واقع ومشاهد وهي التي سالها النبي صلى الله عليه وسلم الله عز وجل فلم يعطيه ففي الحديث أن النبي [ «سأل ربه أن لا يجعل أمته بأسهم بينهم شديد فمنعني إياها»، مضيفا أن فتنة القبور وما يكون عندها من دعاء وذبح واستغاثة نراها في كثير من البلاد الإسلامية، فلما عظّم بعض المسلمين الأموات في قبورهم نجد أنهم قد خسروا الدنيا والآخرة، مضيفا إلى هذه الفتن فتنة الدين وفتنة المنافقين وفتنة الدجال.

      ثم ركّز العصيمي على فتنة العالم (بكسر اللام) بما أن بعضهم قد لبس لبوس الشرع وأصبحت كلمته محل ثقة؛ فلو قال ما قال يستمع له الناس وإلى ذلك يشير النبي [ في قوله: «أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون» ففتن كثير من الناس بفتاوى شاذة في العصر الحاضر كفتوى جواز الغناء والاختلاط وعدم وجوب صلاة الجماعة وكلها فتاوى فتنت الجهال من الناس؛ ولذلك على الإنسان أن يمسك بغرز العلماء.

وبعد أن عدد العصيمي أبواب الفتن التي تعصف بالأمة الإسلامية ذكر سبل الاعتصام والوقاية للخروج منها وأولها: أن يستعين الإنسان بالله عز وجل ويدعوه فلا يظن أنه مستغن عن الله؛ إذ يقول النبي [: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن»، وثانيها وجوب العودة للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة فنحن لن نكون أفهم في الدين من أبي بكر وعمر وجل الصحابة رضوان الله عليهم، فيجب أن نقتفي أثرهم في ذلك، وثالثها هو وجوب الاستزادة من العلم الشرعي والحرص عليه لأن الذي لا يحصن نفسه بالعلم الشرعي لا يأمن الوقوع في الفتنة فيكون سريع التأثر بما يطرأ عليه من الشبهات، ورابعها هو عدم التفرق والاجتماع، فلزوم كلمة المسلمين واجتماعهم هو أهم مخرج من المخارج من أزمات الفتن.

      واختتم العصيمي حديثه بضرورة أن يراعي المسلم في زمان الفتنة الحكمة والعقل كمخرج لإرساء مصالح الإنسان؛ فلا نفرح اليوم وهو يوم فتن بكل المقاييس بما يحدث ونستبشر فربما يكون نظر بعض الفرحين قاصرا وهو ما ينافي الحكمة؛ إذ إنه ليس من المعقول أن يفرح المسلم أي مسلم بالتنازع والتنافر والتفكك لأن الخسارة العظمى هي خسارة للمسلمين جميعا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك