رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 30 نوفمبر، 2010 0 تعليق

في محاضرة بجمعية إحياء التراث الإسلامي المطلق:من حرم الدعوة والصبر فقد حرم خيراً كثيراً


قال عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية الشيخ د. عبدالله المطلق: إن الدعوة إلى الله تعالى من أشرف أعمال المؤمن وأكثرها أجرا؛ وذلك انطلاقا من قوله تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}، وقول الرسول [: «من دل على شيء كان له مثل أجر فاعله»، لكن الشيطان حريص على أن يلبس على كثير من الناس، فيحرمهم من هذه الأعمال الفاضلة.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي أقامتها اللجنة الثقافية بجمعية إحياء التراث الإسلامي بالتعاون مع إدارة الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وأوضح د. المطلق أن الدعوة لها وسائل كثيرة، ومن أعظمها وسيلة الاتصال الشخصي، وذلك بأن يجلس المسلم مع الناس ويدعوهم مباشرة، مبينا أن هذه هي دعوة الصديق ]، الذي أسلم على يديه أكثر العشرة المبشرين بالجنة، مضيفا أن الإنسان في بيته داعية لأهله وأبنائه، وكذلك المرأة داعية في بيتها، وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - إذا سمع أحدهم موعظة في المسجد أتى إلى أهله يدعوهم ويبلغهم بها، وهذه الدعوة تحتاج إلى حكمة ولين ورحمة: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}. متخذين من الرسول [ أسوة حسنة عندما كان يدعو إلى الله تعالى.

وقال د. المطلق: إنه يجب على الداعية أن يتحلى بالصبر، فإنه لم تذكر آية في القرآن الكريم تحث على الدعوة إلا وجاء معها الصبر؛ فمن حرم الدعوة والصبر فقد حرم خيرا كثيرا، مشيرا إلى أن أول من يدعوهم الإنسان أهله وأقرباؤه، قال تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، فعليه أن يبدأ بأولاده وزوجته وإخوانه، وأن يتحدث معهم من القلب بأسلوب مقنع وبحكمة وبلين؛ فإنهم أولى الناس بعطفه ورحمته، وإذا هدى الله شخصا على يدي داعية، فإن هذا الداعية له نصيب من الأجر مما يعمله هذا المهتدي من خير.

وأضاف: علينا أن نعلم أن الدعوة واجبة على أتباع محمد [؛ وذلك انطلاقا من قوله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}، مشيرا إلى أن المتتبع لبعض الناس الآن يجدهم يوصون أولادهم بالمنكر، مثل أن يقول لهم: إن عمكم أو خالكم فيه كذا وكذا، فيوصيهم بقطيعة الرحم، مشيرا إلى أن بعضهم أيضا يوصي أبناءه بسوء الظن في الناس والعلماء، وسوء الظن في الحكام، فالناس عنده كلهم شر؛ فلا يوصي بصلة رحم، ولا حسن الظن بالناس، فالواجب على الإنسان أن يربي أبناءه على حسن الظن بالناس، وصلة الأرحام.

واستطرد د. المطلق قائلا: ما أحوجنا إلى أن نقوم بواجب الدعوة إلى الدين، وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وما أحوجنا في هذا العصر إلى أن نربي أبناءنا وبناتنا على طاعة الله، وأن نبتعد عن المفاسد، وأن نحصنهم من الشرور التي انتشرت في عصرنا كالقنوات والفضائيات الهابطة، والإنترنت، كما علينا أن نستعين في تربية أبنائنا ودعوتهم، بالله، وأن نتخلق بأخلاق الداعية الأكبر محمد [: {يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا}، فأقنعوا أولادكم وارحموهم وارفقوا بهم واجلسوا معهم وأظهروا لهم الشفقة، وانتشلوهم من قرناء السوء؛ فإنه لا شيء في الدنيا يوازي الأبناء، وعلينا أن نعمل جميع الوسائل في صلاحهم لعل الله تعالى أن يجعلهم قرة عين، وأكثروا من الدعاء: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}.

وفي رده على أسئلة الحضور حول حكم المشاركة في بعض برامج القنوات الفضائية قال د. المطلق: إذا كانت هذه القناة يستمع لها كثير من الناس، ويستطيع الداعية أن يقدم دين الله تعالى، فله أن يشارك؛ فالرسول [ كان يخرج إلى أسواق عكاظ والمدينة يدعو فيها إلى الله تعالى، فعلى الإنسان أن يستغل الفرص لدعوة الناس، ولكن إذا رأى أن هذه القنوات تريد أن تستغله فعليه أن يمتنع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك