رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 مارس، 2011 0 تعليق

في ختام المخيم الربيعي لتراث الجهراء-العبيلان: لو قامت الأمة بإنكار المنكر بطرق مشروعة لما حدث فيها بلاء ونزاع


في آخر محطات المخيم الربيعي التاسع عشر الذي نظمته جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء والذي انطلق منذ شهر نوفمبر الماضي واستمر حتى نهاية شهر مارس، ودع المخيم محبيه باستضافة الشيخ العلامة عبدالله العبيلان من المملكة العربية السعودية  متحدثا في محاضرة توجيهية عن الموقف الصحيح للمسلم الذي يهتدي بكتاب الله وسنة نبيه [ إزاء أمواج الفتن التي تتلاطم بالأمة الإسلامية.

 

      أكد الشيخ العبيلان: أن ما يجري من أحداث تتلاحق وتتسارع في البلاد الإسلامية هو حدث عظيم ينجي الله منه المؤمنين الذين يعتصمون بالله وبكتابه وبسنة نبيه [ ثم باعتزال هذه الفتن والبعد عنها سواء بالقول أو الفعل كما أرشدنا النبي [ إلى فعل ذلك، منبها إلى ضرورة أن يقطع المسلم دواعي وأسباب الفتن وأن يتجنبها تماما ولا يستدعيها أبدا، ضاربا المثل في ذلك بقصة بني إسرائيل الذين استبدلوا كما جاء في القرآن الكريم الذي هو أدنى بالذي هو خير، فكان سؤالهم نقمة عليهم إذ جلب لهم الذلة والمسكنة.

       وأشار العبيلان إلى أن مشكلة البلاد الإسلامية التي بدأت تموج فيها الفتن والاضطرابات هي محصلة لاستبدال نعمة الأمن والاستقرار والوحدة فكان التفرق والاختلاف سببا لزوال هذه النعم، فالعاقل فضلا عن المؤمن يحافظ على هذه النعم ويقوم بشكر الله عليها ويدرأ الأسباب التي تكون عاملا مهما في زوالها تاليا قول الله عز وجل: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، وشرح العبيلان أسباب التنازع وأولها هو التعلق بالمصالح الدنيوية والتي يمثل أحد أشكالها منازعة ولي الأمر رغم نهي النبي [ عن ذلك لقطع دابر الفتنة وذلك بقوله: «ولا تنزعوا يدا من طاعة» مستخرجا من التاريخ خلاصة بأنه لا يعرف بتاريخ الأمة من خرج على السلطان دون أن يتبع ذلك فساد واضطراب عظيم؛ لأن الناس لا تنصلح أمورهم إلا إذا اجتمعوا وسمعوا وأطاعوا ونصحوا لولي أمرهم، موضحا ثلاثية الوحدة في حياة المسلمين والتي تتعلق أولاها بوحدة العقيدة في قول النبي [: «إن الله يرضى لكم ثلاثة: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا» وفي وحدة المنهاج: «أن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» وبوحدة الولاية في قوله: «وأن تناصحوا من ولاة أمركم».

       وبين العبيلان أنه ليس من عقيدة أهل السنة ألا يخطئ أمير المسلمين أو لا يكون معصوما أو صالحا لا يعتريه الفسق، فلم يسلم على مر التاريخ إمام من ذلك إلا القليل ومنهم الخلفاء الراشدون، بل إن منهم من وقع في الكفر، ساردا في سبيل ذلك قصة المتوكل مع الإمام أحمد بن حنبل حينما دعاه البعض للخروج عليه فأنكر عليهم ذلك وقال لهم: «اتقوا الله ولا تخلعوا يدا من طاعة، فاصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر».

       وأوضح العبيلان أن الأسلوب الذي يتبع في تهييج العامة من الناس وتأليبهم على الحكام هو من مقدمات الخروج، فالصدور إذ أوغرت بالحقد فإنها تعد طريقا لخطوات الشيطان الذي يئس أن يعبده المصلون، ولكن كان أسلوبه في التحريش بينهم. واستدرك العبيلان بأن النقد الموجه لما يحدث حاليا من تهييج وإثارة للفتن لا يعني أن نتخلى عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالوسائل المشروعة، بل يجب على المسلم أن يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعودة لله والقيام بالصلاة وبسائر الأعمال الصالحة، مبينا أن كل شخص مسؤول إذ يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالمسؤولية ليست خاصة بأحد بل هي للعامة كل شخص بحسب موقع مسؤوليته، وإن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأهداف شرعية منها إبراء الذمة والتحذير من المنكرات، فإذا قمنا بهذا الواجب الشرعي سوف تدفع الأمة عن نفسها البلاء والنزاع، محذرا المسلمين إن لم يسلكوا اتجاه انكار المنكر بالطرق المشروعة بما جاء في حديث النبي [: «إن الناس إذا رأوا منكرا لم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقاب»، مقيداً طرق التغيير باليد للسلطان فقط أو لمن ناب عنه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك