رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 10 يناير، 2012 0 تعليق

في المراوغة.. النظام السوري بلا منافس

 

       لا يختلف اثنان في براعة النظام السوري في المراوغة التي شبهها وزير خارجيته بـ«السباحة» في التفاصيل السفسطائية، متحديّاً العالم العربي ووزراء خارجيته بهذه المهارة المؤسفة!!

       ولعل التفجيرين اللذين استهدفا مقرّين أمنيين في دمشق يدخلان للوهلة الأولى في نطاق هذا «الافتخار» الأثيم، غير أن تمحيص الوقائع وقراءة ما بين السطور، تنبئ بعكس ذلك. فمسارعة النظام إلى اتهام تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن التفجيرين بعد دقائق من وقوعهما، شاهد على الغباء؛ لأن تنظيم القاعدة انتهى فعلياً حتى قبل مصرع مؤسسه أسامة بن لادن، فقد جفت منابعه في البيئات التي دأب على ترويعها تقليدياً، منذ سنتين على الأقل. وجاءته الضربة القاضية على يد الربيع العربي بسلميته ورقيه الحضاري.

       وتنظيم القاعدة لا يتنصل من أعماله الذميمة وإنما يتبناها بغطرسة، فكيف انتعش فجأة وبعد موته السريري في منطقة ليس له أي حضور فيها، دون أن يصدر بياناً «يفاخر» فيه بما اقترفت يداه لو كان الادعاء السوري الرسمي صحيحاً؟

       وبما أن التفجيرين لا يخدمان سوى مزاعم النظام الحاكم في سورية حول العصابات المسلحة التي لم يقدم أي دليل على وجودها، فإنه من البديهي أن تتوجه أصابع الاتهام إلى النظام ذاته، ولا سيما أن الموقعين اللذين تعرضا لتفجير سيارات مفخخة، يحظيان برقابة أمنية رهيبة؟

       إن على بعثة المراقبين العرب التي استقبلها نظام دمشق بهذه المسرحية البدء في تحقيق علمي شامل وشفاف حول ملابسات التفجيرين، وتسلم أشرطة الصور من كاميرات المراقبة الكثيرة التي تلتقط كل محيط الموقعين!! وهنا فقط يمكن رد السلاح الدعائي إلى صدر من بدأ في استخدامه بغباء مكشوف.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك