رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 يونيو، 2010 0 تعليق

خلال محاضرة أقامتها (إحياء التراث) في الفردوس -الماجد: نحتاج إلى أفئدة الطير النقية لتحقيق الاستقرار بين أفراد المجتمع

 أقامت لجنة الدعوة والإرشاد التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي في الفردوس بالتعاون مع المراقبة الثقافية محاضرة بعنوان: (أفئدة الطير) لفضيلة الشيخ الدكتور سليمان الماجد من المملكة العربية السعودية، وتحدث فيها عن صفاء القلب ونقاء السريرة، والمحبة والتواد بين الناس مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.

بدأ الماجد محاضرته بتساؤل : ماذا كان شعورك حين قدمت لأحد أقاربك نجاحك، ففرح به كما يفرح لأبنائه وإخوانه في صفاء نفس ونقاء قلب؟ وعلق على ذلك بقوله : إنه صفاء النفس ونقاء القلب به تشرق الدنيا، ويتجدد الأمل، ويتحاب الناس فيما بينهم واستشهد بقول ابن حزم في كتابه: (الأخلاق والسير): «إياك أن توصف بالدهاء فيكثر المتحفظون منك، وإذا كثر المتحفظون منك لم تحقق غاية، وعشت معزولا عن الناس».

واستطرد الشيخ الماجد في حديثه عن حاجتنا الماسة لأفئدة الطير فقال: إننا في حاجة إلى فؤاد الطير من أجل السلامة من الخلق؛ فإن الغالب أن من كف أذى قلبه عن الاعتقادات والظنون السيئة كف أذى جوارحه، ومن كف أذى جوارحه فهو أحسن الخلق.

وتابع بقوله: نحتاج إلى أفئدة الطير من أجل محبة الناس وتحقيق الأفضلية بينهم، فقد قال النبي [ حينما سئل: أي الناس أفضل؟ فقال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان» قالوا: يا رسول الله، صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد».

وتابع حديثه: نحتاج إلى فؤاد الطير من أجل الاستقرار النفسي بين أفراد المجتمع، والاستقرار بين الرئيس ومرؤوسيه والحاكم والمحكوم والقريب والبعيد؛ فإنه متى ما نقيت النفوس وصلحت السريرة، استقرت أحوال الناس، وفي الاستقرار يكون العطاء والإنتاج والنفع والتعاون بإذن الله عز وجل.

وختم محاضرته بالحديث عن السبل التي تجعلنا نمتلك أفئدة كأفئدة الطير فقال : إن السبيل هو الإيمان والإخلاص وعدم التسخط والرضا والقناعة والتوكل ودوام العبادة من الذكر والصلاة والصدقة والاستغفار؛ فإن الذكر إذا عمر قلوبنا وغمر نفوسنا كان طريقا إلى طرد الشيطان من قلوبنا، ومن السبل كذلك: دوام المراقبة وتذكر الحساب، والإكثار من الدعاء بأن يزيل الله سبحانه وتعالى الغل والحقد من قلوبنا كما قال الحق سبحانه وتعالى على لسان المؤمنين: {وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.

وختم حديثه بتوجيه الشكر إلى لجنة الدعوة والإرشاد ـ الفردوس ممثلة في جمعية إحياء التراث الإسلامي وإلى إدارة الثقافة الإسلامية ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتوجيه هذه الدعوة الكريمة، وإقامة هذه المناشط الدعوية، وتمنى من المولى جل وعلا أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك