رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 31 يوليو، 2012 0 تعليق

حملة لإغاثة اللاجئين من مسلمي بورما تنفذها لجنة جنوب شرق آسيا بـ«إحياء التراث»:


الأمم المتحدة :

-  مسلمو بورما من أكثر الأقليات تعرضاً للاضطهاد والمعاناة والظلم الممنهج.

-  مسلمو ميانمار يعيشون حياة اللاجئين في أفريقيا في القرن الماضي.

- تصل نسبة سوء التغذية بينهم إلى 25٪ بين السكان وهي كارثة عاجلة.

        تقوم لجنة جنوب شرق آسيا بجمعية إحياء التراث الإسلامي بحملة لإغاثة اللاجئين من مسلمي ميانمار – بورما وخصوصا في دولة تايلند التي سمحت مشكورة بدخول أعداد منهم إلى أراضيها هربا من المذابح التي ترتكب ضدهم والجرائم الوحشيةٍ التي ترتكبها العصابات البوذية المتطرفة، في ظل صمتٍ عالميِّ وإسلامي.

        ولم تلق المأساة التي يعيشها مسلمو ميانمار- بورما رد فعل دولي يذكر حتى الآن، أو آذانا مصغية تستجيب لأنات وصراخ الأقلية من المسلمين (الروهينجيا) التي تعيش أوضاعاً لا إنسانية، وتمارس بحقها أعمال عنف طائفي من قبل جماعة (الماغ) البوذية المتطرفة ذات الأغلبية، التي تدعمها الأنظمة البوذية الحاكمة في البلاد.

        إن ميانمار لا تزال تشهد حالات وحشية من القمع ضد المسلمين الذين يعانون صنوف العذاب، من قبل الطبقة الحاكمة التي تطالب بضرورة ترحيل المسلمين، وطردهم من البلاد للحفاظ على غالبيتهم البوذية.

        ويأتي تجدد مأساة المسلمين التي تمتد لعشرات السنين، مع بداية شهر يونيو الماضي، حيث خطط البوذيون لإحداث الفوضى، فهاجموا حافلة تقل علماء مسلمين، وعذبوهم حتى الموت، حيث ادعى البوذيون أن شابا مسلما “اغتصب” فتاة بوذية وقتلها، فقررت الحكومة القبض على أربعة مسلمين بحجة الاشتباه في تورطهم في قضية الفتاة، وتركت الـ 450 قاتلا دون عقاب.
وعمليات العنف والتطهير ضد أبناء أقلية (الروهينغا) ليست وليدة اليوم، ففي السبعينيات شهدت البلاد عملية التطهير الأولى، فيما وقعت العملية الثانية أوائل التسعينيات، ما أدى إلى تهجير مئات الآلاف من المسلمين إلى معسكرات بنجلاديش المجاورة، ولذا غالبا ما تحدث أعمال العنف تجاه المسلمين في ولاية (راخين) الواقعة على الحدود مع بنجلاديش، التي تؤكد الطبقة الحاكمة من المجتمع البوذي أنها هي المكان الذي ينتمي إليه المسلمون.

        و تشير التقديرات إلى أن عدد المسلمين الذين فروا من منازلهم بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد حوالي 90 ألف شخص، فضلا عن تدمير آلاف المنازل ومقتل وإصابة أكثر من 100 شخص.

        وقد طالبت العديد من المنظمات الإسلامية السلطات في ميانمار بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن، وأخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل وقف العنف في إقليم (أراكان) الذي يقطنه المسلمون، والحفاظ على المعايير الدولية إزاء حصول أبناء أقلية (الروهينجيا) على كامل حقوقهم.
         وعبرت عن قلقها إزاء التقارير الواردة عن استخدام العنف ضد المسلمين في (أراكان) ومقاطعات أخرى في ميانمار، على خلفية تقارير أشارت إلى تكرار الاعتداءات على أقلية (الروهينجيا) المسلمة وأماكن عبادتهم وأملاكهم، فضلا عن أماكن إقامتهم.

        وأدانت الاعتداءات المنهجية والمنظمة ضدهم، جراء هذه الانتهاكات منذ فترة طويلة، وحثت الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على التدخل السريع لدى حكومة ميانمار لمنع عمليات العنف والقتل التي يتعرض لها أبناء الجالية، وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة.

        وكان اعتراض سفينة تايلاندية زوارق كانت تقل العديد من مهاجري ميانمار المسلمين بمثابة ناقوس الخطر الذي نبه المجتمع الدولي إلى معاناة المسلمين من بطش الأغلبية البوذية، ومع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي بصورة جادة بالضغط على السلطات الحاكمة في حماية مسلمي ميانمار، التي أكدت مراراً أنها: “لا تريد أي مسلم على أراضيها”، وهو التصريح الذي جاء بعد إعادة الزوارق مرة أخرى إلى البحر.

        ان الموقف الدولي وان كان متخاذلا إلا أن الأمم المتحدة أكدت أن مسلمي بورما من أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد والمعاناة والظلم الممنهج، وحثت لجنة مراقبة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة مؤخراً جيران ميانمار على الضغط على الجيش لإنهاء ممارساته الوحشية ضد المسلمين، ولكن يبدو أن تلك الدعاوى لا تلقى آذاناً مصغية.

        وذكرت تقارير أن مسلمي ميانمار يعيشون حياة مشابهة للعديد من اللاجئين في أفريقيا في الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي، فلا يوجد لديهم مياه لذا تفشت الكوليرا، كما تصل نسبة سوء التغذية في ولاية (راخين) إلى نسبة 25٪ بين السكان، علماً بأن منظمة الصحة العالمية تعد وصول الرقم إلى نسبة 15٪ بمنزلة كارثة عاجلة.

 وختاماً: نناشد قادة وعلماءهم المسلمين وجمعياتهم ومنظماتهم، أن يقوموا بواجبهم تجاه إخوانهم المظلومين هناك، وأن يبادروا لبذل المساعي في سبيل كفِّ العدوان عنهم، وإيقاف نزف دمائهم، وتقديم المساعدة والعون لهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك