رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 17 يناير، 2011 0 تعليق

تراث الجهراء استضافته في المخيم الربيعي التاسع عشر- السويلم: كيف نجيب عن سؤال القبر ونحن لا نعرف ديننا معرفة حقيقية؟


     طالب الداعية السعودي الشيخ عبدالله السويلم إمام وخطيب جامع الأمير خالد بن سعود وعضو المجلس البلدي في المملكة العربية السعودية  المسلمين بالتمسك بالعقيدة والتوحيد وأصول العبادات  والمعاملات التي يحثنا عليها ديننا الحنيف لأنها هي السبيل الوحيد الذي يجعلنا نعرف ديننا معرفة حقيقية، جاء ذلك في محاضرة متميزة جدا بعنوان (اعرف دينك) تنقل فيها السويلم برحلة إيمانية شملت عوالم العقيدة والعبادات والمعاملات التي تحيط بحياة المسلم في هذا العصر وذلك وسط حضور جيد ضمن فعاليات المخيم الربيعي التاسع عشر لجمعية إحياء التراث الإسلامي - فرع محافظة الجهراء في أسبوعه الثامن في منطقة استراحة الحجاج وأدارها الشيخ صالح بن حسين العجمي. ابتدأ السويلم محاضرته بطرح سؤال سوف يطرح على كل مسلم يوضع في القبر، من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ موضحا بأن هذا السؤال يجلي لنا مشكلة بعضنا هي  أنه مسلم بالهوية فقط لأنه في الأساس لديه خلل في فهم السؤال الذي سوف يطرح عليه في القبر وحتى يكون جوابه صحيحا عليه أن يعرف من هو ربه وإلهه حتى لا يقع في الكفر أو الشرك منبها في قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} بأن على المسلم أن لا يقع في أي ناقض ينقض هذا الدين وليحذر من ذلك  لأن كل عبادة لغير الله هي عبادة باطلة ولهذا كل من لا يستطيع الجواب عن سؤال من هو ربك يقول في القبر.. هاه هاه.. لأنه في الأصل ما قالها بحق وبصدق، وتابع سويلم : ومن يعرف النبي [ حينما يسأل عنه في القبر هو المتبع له ولسنته، فالنبي مثلا لا يعرفنا يوم القيامة بجنسياتنا ولا بقبائلنا إنما يعرفنا في الحديث الذي يقول فيه: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء»؛ لأننا سرنا على نهجه [ واقتفينا أثره في هذا  وذلك هو الذي ينجينا فلا نتلجلج بالجواب، وأضاف السويلم: الإسلام هو أن تستسلم لله بالتوحيد فلا تركع إلا لله، ولا تسجد إلا لله ولا تدعو ولا تحلف إلا بالله ناصحا المسلم بأن يثبت العبودية لله في كل وقت، فالشرك خرق عظيم للتوحيد فالله عز وجل يقول {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. ومن جانب آخر حلق السويلم بالحضور الذي تفاعل معه في كل فقرة ولاسيما في العبادات التي وصفها بأنها توقيفية كونها مبنية على الدليل من كتاب الله وسنة رسوله حيث لا مجال فيها للآراء فمن يأتي برأي نقول له التي لنا بالدليل وضرب مثلا لذلك بالاحتفال بالمولد النبوي، هل احتفل النبي [؟ أم هل احتفل بها أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي، والنبي [ يقول:  «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي» محذرا في العبادات أن لا يعبد المسلم الله عز وجل على غير بصيرة خاصةأن هذه العبادات لها أصل في النفوس ثم يصبح المجال متسعا للأفكار الدخيلة وللبدع فلا بد أن نضع حدا لها وأن يحسم المسلم أمرها بالعودة لمنابع الكتاب والسنة ضاربا، مثلا لمسالة خلق القرآن التي أثيرت في زمن الإمام أحمد بن حنبل، فسألهم: هل هي مسألة تكلم بها النبي [؟، هل سأل عنها الصحابة رضوان الله عليهم؟، ثم عرج السويلم على عقيدة الإيمان باليوم الآخر والغيبيات بشكل عام وإننا لا نؤمن بها إلا إذا جاءنا خبرها عن الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، ولذلك الكفار لم يؤمنوا باليوم الآخر بسبب عدم إيمانهم بالغيبيات مطلقا على الرغم من أن علامات الساعة التي أخبر عنها النبي [ بدأت تظهر بوصفها محسوسات الآن مثل التطاول بالبنيان وغيرها. ثم تناول السويلم قضايا مبثوثة في ديننا الحنيف سلط الضوء عليها عبر المنهيات التي نهانا الله عنها لمصلحة الإنسان أولا وأخيرا كالمخدرات والمسكرات والزنا، مبينا أن مجتمعات أوروبا تنتشر فيها الشيخوخة إذ لا يتزوج الرجل إلا عند بلوغه الأربعين أو الخمسين، مضيفا عليها قضية الربا التي تربي المجتمع على الأنانية فيصبح وحشا بخلاف المجتمع غير المرابي والذي يعد مجتمعا مسلما متراحما متكافلا. وأمعن السويلم في تعريف ديننا الحنيف للحضور بتوضيح نعمة العدل والحقوق، موضحا أنه في زمن عمر بن عبدالعزيز لم يجدوا من يأخذ الزكاة، وأنه كذلك حينما حكم سعيد بن زيد لمدة خمس سنوات لم ترفع له قضية واحدة في الكوفة، مبينا أن الإسلام توسع في باب الحقوق التي شملت الجار والقريب والوالدين حتى طالت الكفار الذي له حق لا يجوز لأي كان أن يظلمه ولا يروعه في ماله أو عرضه مطالبا بأن تطرح معاملة الكافر بتبيان شرعي واضح مبينا أن العالم الذي لا يدين بدين الإسلام اليوم مثل بلقيس كان سبب كفرها ليس كراهة الحق بل لأنها عاشت في بيئة كافرة، لذا عندما سمعت الحق من النبي سليمان عليه السلام فأسلمت فلم يضربها ولم يؤذها أو يكرهها على الحق،  داعيا المسلمين اليوم إلى استغلال العلم والتكنولوجيا والتقنية للتعريف بديننا الحنيف وسماحته . واختتم السويلم محاضرته بضرورة أن يحافظ المسلم على عقيدته الصحيحة لأنها في أي لحظة تكون مثل الماء على الكف لو غفلت عنها لحظة واحدة فقط ربما تقع في الفتن ولذلك كان النبي [ يدعو في قوله «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك