تحقير النهج السلفي يعد تحقيراً لمذاهب أهل السنة كلها
في قرار لافت أكدت محكمة الجنايات الكويتية برآسة المستشار عبد الرحمن الدارمي أن تحقير المنهج السلفي يعد تحقيرا لمذاهب أهل السنة كلها، وهذا يؤكد لنا جهل بعض المتعصبين الذين تعودوا على اتهام المنهج السلفي بالإرهاب تارة وأنه تكفيري تارة أخرى رغم ما عندهم من طامات كتكفيرهم لكل من خالفهم، وسيكون هذا القرار التاريخي عبرة لكل هؤلاء، ويجب جرهم إلى المحاكم إذا لم يتوقفوا من اعتداءاتهم على السلف والسلفية.
وجاء في حيثيات قرار المحكمة أن التيار السلفي لا يعد مذهبا من المذاهب الأربعة المعلومة للكافة، وبالتالي فإن نص مادة الاتهام لا ينطبق عليه ولاسيما أنه لا يجوز التوسع في تفسير النصوص الجزائية، وهذا الدفاع في غير محله؛ إذ إن المقصود بعبارة «مذهب ديني» الواردة في نص مادة الاتهام هو أي مذهب يتعلق بأي دين من الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية) التي أشارت إليها المذكرة التفسيرية للدستور في تفسيرها لنص المادة (35) منه،... أما السلفية فهي منهج إسلامي يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين وكل من تبعهم من الأئمة اصحاب المذاهب الأربعة (أبي حنيفة النعمان ومالك بن أنس ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل)، وكذلك سفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد والأوزاعي وابن المبارك والبخاري ومسلم وسائر اصحاب السنن، هذا فضلاً عن مَن سار على طريقتهم مع تباين العصور مثل ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب، وكلمة السلفية ترادف عدة أسماء شرعية أخرى منها أهل السنة والجماعة.
وأكدت المحكمة أنها ترى في تحقير المنهج السلفي على النحو الذي أتاه المتهم تحقيرا لمذاهب أهل السنة كلها، وحتى على فرض أن ذلك التحقير لا يشمل إلا جزءا من هذه المذاهب، فإن الجريمة تظل قائمة بتحقير جزء من مذهب ديني هو المذهب السني.
لاتوجد تعليقات