رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 17 أبريل، 2011 0 تعليق

العيسى: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر إلهي ووسائل التغيير تحتاج إلى الحكمة والصبر

 

        حول أسس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما وضعها علماء الإسلام في كتبهم وكرسوها في ممارساتهم وعلموها أتباعهم يقول رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي م.طارق العيسى: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أمر إلهي قائم إلى يوم القيامة لا يستطيع أحد أن يلغيه أو ينكره مصداقا لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، وقول الرسول [ «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان»، وقوله: «لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم»، وأكد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس له شكل واحد بل له كثير من الأشكال بحسب الظروف ونوعية المنكر وهنالك قواعد كثيرة وضعها الفقهاء لتنظيم ذلك العمل ومنها العمل بالبصيرة بحقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومعرفة شروط إنكار المنكر وتقديم الأهم على المهم وأيضا تحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتعطيلها أو تقليلها «درء المفاسد أولى من جلب المصالح» وأيضا لا يغير منكر بمنكر أكبر منه، واتباع الحكمة والتثبت في الأمور.

منكرات الحكام

أما عن منكرات الحكام فأوضح العيسى أن لها فقها خاصا وسياسة خاصة فصلها علماء الدين لما ينطوي عليه تغيير منكر الحاكم من مخاطر كثيرة ولاسيما إذا كان التغيير باليد فلابد فيه من الكفر البواح الذي لا لبس فيه للحاكم، وإذا كان كذلك فلابد من الاستطاعة والتمكن من تغيير منكر الحاكم دون أن يتسبب ذلك في شر أكبر من منكره؛ لأن الحاكم يتشيع له أناس كثيرون ويدافعون عنه وقد يبطش بشعبه ويقتل منهم الكثيرين إن لم يكن لديهم الحماية الكافية، أما عن وسائل تغيير المنكر فأكد أنها متعددة ولكن لابد أن تكون وسائل شرعية وممكنة، وقال: نقول هذا الكلام الواضح في تلك القواعد العظيمة لئلا يتوهم متوهم أو يقول قائل بأن أهل السنة والسلفيين يؤثرون السلامة ويتركون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويداهنون الحكام، كما يشيع أعداؤهم عنهم، فهم يراعون الحكمة ويتجنبون التهور ويطبقون القواعد الشرعية في التعامل مع الحكام المسلمين دون أن يمنعهم ذلك من أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ومنها النصيحة بالسر وكلمة الحق عند السلطان الجائر وغيرها.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك