رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 24 أكتوبر، 2011 0 تعليق

الشيخ صالح آل الشيخ : أن المظاهرات وسيلة غير مشروعة؛ لأنها تقليد لمنهج غير إسلامي

 

       قال فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله: أن المظاهرات وسيلة غير مشروعة؛ لأنها تقليد لمنهج غير إسلامي وإن أوصلت إلى المصلحة بزعمهم!، وقال أيضاً: «من تداوى بحرام لم يجعل الله له فيه شفاء» (صحيح).

       وأكد معالي فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله: «الغاية تبرر الوسيلة» ليست قاعدة شرعية.

       وإنما القاعدة الشرعية: الأمور بمقاصدها وقاعدة أخرى: الوسائل لها أحكام المقاصد، لها أحكام الغايات فليست الغاية مبرّرة للوسيلة، فإذا كانت الغاية محمودة لا تبرر كل وسيلة، بل لابد أن تكون الوسيلة إلى المحمود محمودة فيشترط في كون الوسيلة مأذونا بها أن تكون مباحة، فتأخذ الوسيلة حينئذ حكم الغاية، وحكم المقصد.

       فمثلا: المشي من البيت إلى المسجد، وحضور الصلاة في المسجد فواجب المشي هو وسيلة الوصول، ما حكم هذا المشي؟

       نقول الوسيلة لها حكم الغاية، فيكون المشي حكمه الوجوب ما معنى كونه واجبا؟يعني أنه يثاب عليه ثواب الواجبات، فأحيانا تكون الوسيلة مباحة؛ لكن لكونها توصل إلى واجب صارت واجبة والله جل وعلا جعل الوسيلة إلى الجهاد يؤجر عليها العبد، فقال سبحانه: {وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ} هم ذاهبون إلى الجهاد، فكيف يكون قطع الوادي فيه أجر ويكتب له، قال العلماء: لأن الوسيلة لها حكم الغاية.

       فإذاً ما ذكر من أن الوسيلة تبرر الغاية هذا باطل وليس في الشرع وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط أن تكون الوسيلة مباحة، أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي، فإنه ولو كان فيه الشفاء فإنه يحرم فليست كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود، بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة.

       إذا تقرر هذا فمسألة الوسائل في الدعوة ليست على الإطلاق؛ بل لابد أن تكون الوسيلة مباحة، وليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة أو تكون ناجحة بالفعل يجوز فعلها.

       مثال ذلك: المظاهرات مثلا إذا أتت طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي، وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب، والوسيلة تبرر الغاية.

       نقول: هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن أوصلت إلى المصلحة لكنها في أصلها محرم كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء، فثمة وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لا حصر لها وتُجعل الوسائل مبررة للغايات، وهذا ليس بجيد بل هو باطل، بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذونا بها أصلا، ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية، إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة، وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة، وهكذا».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك