رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 13 مارس، 2011 0 تعليق

الخثلان حاضر في مخيم «تراث الجهراء»: الأعمال الصالحة تنجي الإنسان وقت الأزمات

 

      أكد الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية  الداعية الشيخ د.سعد الخثلان على أن الثمرة الحقيقية للمسلم في هذه الحياة هي تحقيق العمل الصالح فهو الكنز العظيم الذي ينجي الإنسان وقت الأزمات والشدة والكربة داعيا المؤمنين إلى المبادرة والمسارعة والمسابقة لفعل الخيرات والأعمال الصالحة.

      جاء ذلك في المحاضرة الإيمانية التي نظمتها جمعية إحياء التراث الإسلامي فرع محافظة الجهراء  في مخيمها الربيعي التاسع عشر بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية, وسط حضور كثيف, حيث تضمنت المحاضرة سردا وتحليلا وعرضا لقصة الذين أطبقت عليهم الصخرة كما جاءت في الحديث النبوي, فيما أدارها الشيخ عبدالرحمن صاهود, واستهل الداعية الخثلان محاضرته بتبيان أن أسلوب نقل قصص السابقين هو من أنفع الأساليب التي تقدم العبرات والعظات للناس، ولذلك انتهج القرآن الكريم هذا النهج, مضيفا أن القصص لها سلطان على النفوس فتظل عالقة بذاكرة الإنسان, واستعرض قصة أصحاب الصخرة التي انطبقت عليهم حتى سدت الغار وهم ثلاثة،  فقال بعضهم: إنه لن ينجيكم من هذا إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فأخذ كل واحد منهم يدعو بعمله حتى انفرجت الصخرة, مشيراً إلى أن القصة دليل على أن بر الوالدين هو أحد أهم أسباب تفريج الكربات ومن أعظم ما يكون من صلة الرحم.

      وأشار الخثلان إلى أن العفة من الزنى من الأسباب المهمة أيضا لتفريج الكروب، مذكرا بعفة النبي يوسف عليه السلام  في ترك امرأة العزيز وعدم تحقيق رغبتها لله عز وجل.

        وذكر الخثلان أن ثالث الأشخاص الذين ذكروا عملهم الصالح هو  تاجر واستأجر أجراء فأعطى كل أجير أجره غير واحد منهم ترك الأجر الذي له وذهب، فأخذ هذا التاجر الأجرة واستثمرها له حتى أتاه في يوم وقال له : اتق الله أعطني حقي فأشار التاجر إلى مجموعة من الإبل والبقر والعبيد فقال له: أتهزأ بي , قال له: لا أستهزئ ولكنه مالك استثمرته, مشيراً إلى أن ذلك يدل على أن حفظ الأمانة من أسباب تفريج الكربات.

ولفت إلى عبرة مهمة من هذه القصة بأن جميعهم اجتمعوا على عظيم الإخلاص والصدق مع الله, مشيراً إلى أن الشيطان ليس له سلطان على المخلصين لدين الله عز وجل.

        وبين الخثلان مشروعية التوسل بالعمل الصالح التي تفرزها لنا هذه القصة، فلا بأس أن تختار عملا صالحا وتتوسل به إلى الله خصوصاً عند وقوع الكربات والمصائب, لافتا إلى أنه ينبغي للمسلم أن يكون له عمل خالص لوجه الله ينفعه في ساعة الشدة, ناصحا المؤمنين باغتنام أوقات الصحة والمبادرة بالأعمال ليكون لهم رصيد وذلك بثلاثية المبادرة والمسارعة والمسابقة التي أكدها الله عز وجل في كتابه الكريم: {فاستبقوا الخيرات} و{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات} و{في ذلك فليتنافس المتنافسون}.

       وانتقد الخثلان حال بعض المسلمين الذين تجدهم يقعون في كربة وشدة فلا يجدون عملا صالحا يتوسلون به إلى الله , وبعضهم لا يقوم بعمل صالح إلا بعد أن يتم توجيهه أو بعد أن يسمع موعظة أو محاضرة, مضيفا: فلا تنتظر أن يدعوك إلى فعل الصالحات أحد ولا تعش في بحر الأماني , فالأمنيات تبقى أمنيات, مشيرا إلى أنه ينبغي تحويل هذه الأمنيات إلى عمل وحزم مع النفس لتطبيقها على أرض الواقع؛ لأن العمر في تسارع ولا تدري في أية لحظة تموت , فنحن في دار يتمناها الأموات, فإذا فكر الإنسان بمصيره عرف أن الحياة لا تستحق كل هذا العناء والتعب.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك