رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 7 مارس، 2011 0 تعليق

الأمير: كويت الدولة التي ننعم بأمانها لم تقم اليوم وليست وليدة الصدفة.. إنما بتوافق شعبها وحكامها

 

      أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن «كويت الدولة التي ننعم بأمنها وأمانها لم تقم اليوم وليست المواثيق والثوابت فيها جديدة كما لم تكن وليدة الصدفة ولم تكن إملاء وإنما هي بتوافق شعبها وحكامها»، مشددا سموه على أن «كويت الوطن لم تكن يوما لجماعة بذاتها أو لفريق دون آخر ولم تكن في سماتها أبدا قبلية أو طائفية أو فئوية».

      وشدد سموه في كلمة إلى الكويتيين بمناسبة العيد الـ50 للاستقلال والذكرى الـ20 للتحرير وذكرى مرور خمس سنوات على تولي سموه مقاليد الحكم، شدد على أن «كل ما تحقق من مكاسب وإنجازات إنما هو بفضل تآلف وتكافل وتلاحم أهل الكويت»، مبينا سموه أن هذه المسيرة لم تكن «خالية من العثرات التي تجاوزها أبناء الكويت باجتماعهم على كلمة سواء متحصنين بروح المسؤولية وبرصانة الحوار وسعة الرؤية متسلحين بالعلم والمعرفة متعاونين دائما بما يجعل الكويت هي الرابح الأكبر».

      واستذكر سموه بكل «مشاعر الوفاء والحب والعرفان الدور البطولي لفقيدينا الكبيرين الراحلين صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله في مواجهة الغزو البغيض وأن ما قدماه من جهود وإنجازات في خدمة كويتنا الغالية ستبقى إضاءات ساطعة في ذاكرة كل الكويتيين».

     وأضاف سموه: «كم هو شعور مهيب مليء بالعزة والكبرياء أن نستذكر بكل الفخر والتقدير مئات الشهداء والأسرى والمفقودين الذين ضحوا بدمائهم ونفوسهم الأبية للدفاع عن تراب الوطن الغالي».

      واكد سموه أن «شعبنا الوفي لن ينسى وعلى مدى الدهر المواقف الشريفة الشجاعة لأشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى الشقيقة والدول الصديقة وقادتها الذين وقفوا إلى جانب الكويت إبان فترة الاحتلال العصيبة وساهموا مساهمات جليلة معنا في تحقيق النصر المؤزر».

      وأكد سمو الأمير على أن «التزامنا بالنهج الديموقراطي وبالحرية المسؤولة ثابت وراسخ ومتجذر وهو خيارنا جميعا الذي لا رجعة فيه»، وشدد سموه على أن «الدستور يمثل العقد الذي ارتضيناه حكما عادلا يعمل الجميع تحت سقفه وفي إطاره وهو الإنجاز الحضاري الذي نفتخر به ونعتز وسأعمل دوما من أجل صيانته وحمايته».

       وقال سموه: إن «الديموقراطية تعني لغة الدستور والقانون والحرية المسؤولة المحكومة بالأطر القانونية المحددة التي تحقق المصلحة الوطنية العليا وتتيح الرقابة والمساءلة والنقد الموضوعي لكل خلل أو تقصير ولم تكن يوما أداة للفوضى والانفلات والتشكيك والتحريض».

     وحذر سمو الأمير من أن «أمامنا تحديات جسيمة لا يمكن لواع مخلص أن يتجاهلها، وأن الأحداث والتطورات والمتغيرات المتسارعة تقتضي منا التزام الحذر واليقظة وحسن ترتيب الأولويات وأن نهيئ العدة لدرء الأخطار والتحديات التي تحملها إلى ساحتنا المحلية قبل فوات الأوان».

      ودعا سموه إلى «استيعاب الدروس والعبر في نبذ الفرقة والتباعد والترفع عن التحزب والتعصب وتحكيم العقل والحكمة»، مجددا «الدعوة إلى الجميع في الحرص على تسييد القانون والحذر من مغبة الاستقواء بغيره، داعيا في آن معا إلى التحصن بسلطان قضائنا نزيها عادلا مستقلا والالتزام بمنظومة دولة القانون والمؤسسات».

وجاء في خطاب سموه التالي:

الإخوة والأخوات أبناء ديرتي الأعزاء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

       نعيش هذه الأيام السعيدة احتفالاتنا بأعيادنا الوطنية المجيدة الذكرى الخمسين للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير والذكرى الخامسة على تولينا مقاليد الحكم، نعيشها وقد غمرت قلوبنا البهجة وعمت كل بيت وأسرة الفرحة، وتعمقت بين المواطنين مشاعر الود والمحبة مجسدة بذلك أواصر التعاون والترابط بينهم ومبرزة بذلك أبهى صور الولاء للوطن والتلاحم بين الحاكم والمحكوم.

إخواني وأخواتي..

      لقد تابعت وشاهدت ولمست عن قرب مظاهر المشاركة في الاحتفالات بأعيادنا الوطنية بمختلف صورها وسرني هذه المهرجانات والاستعراضات التي أقيمت بمختلف أنحاء البلاد تعبيرا عن الفرحة والسرور وساهمت في إدخال البهجة على المواطنين والمقيمين.

      إنه وبحق شعور وطني جياش أعرب عنه المواطنون بكل إخلاص وأريحية كل وفق اجتهاده مشكلين بذلك ملحمة وطنية رائعة مملوءة بالمحبة والوفاء للوطن العزيز.

إخواني وأخواتي..

       كم أثر في نفسي هذا الشعور الوطني الرفيع الذي عبر عنه أطفالنا بكل عفوية وصدق من خلال مشاركتهم في أوبريت «الوطن إلا الوطن»، ومن خلال ترديد شباب وشابات الكويت وأطفالها للأناشيد الوطنية الحماسية، وكم أثلج صدري عمق مشاعر الصدق والمحبة التي لمستها من المواطنين الكرام رجالا ونساء، شبابا وشيبانا، كبارا وأطفالا ومن أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة العزيزين على قلبي عندما جاؤوا صادقين إلى دار سلوى ونثروا مشروع المليون وردة تعبيرا صادقا عن محبتهم لوطنهم ولأميرهم.

      فبارك الله فيهم وفي أطفالنا وبوالديهم الذين زرعوا فيهم هذا الشعور الوطني الجياش وجعلهم عدة الكويت في المستقبل، فهم بإذن الله تعالى أطفال اليوم النجباء وشباب المستقبل الزاهر الأوفياء.

       أتقدم بهذه المناسبات الوطنية المجيدة بوافر الشكر والتقدير لكافة أبناء ديرتي رجالاً ونساء وبمختلف اعمارهم الذين قدموا أمثولة رائعة في استذكار المناسبات الوطنية بكل رقي وتحضر من خلال مشاركتهم الفعالة في الاحتفال بأعيادنا الوطنية، وبالمهرجانات التي أقيمت وعلى إسهاماتهم الكبيرة في إنجاح هذه الاحتفالات وإظهارها بهذه الصورة الجميلة التي أبهرت الجميع.

      لقد أظهرتهم يا أبناء وطني وجه ديرتكم أمام العالم، فأنتم زينة الكويت وأنوارها وصوتها وصورتها وحاضرها ومستقبلها الزاهر بإذن الله.

       كما أعبر عن بالغ شكري على مشاركة كافة وزارات الدولة وأجهزتها الرسمية والمجتمع المدني وإلى مختلف الجهات الأهلية ومؤسسات القطاع الخاص على جهودهم المخلصة وعلى التغطية الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية الواسعة والشاملة التي أضفت عليها مزيدا من النجاح وأعبر أيضا عن التقدير والتهنئة بنجاح العرض العسكري «عرض الوفاء» بمشاركة قوات دول التحالف وقواتنا المسلحة والذي كان محل تقدير الجميع. كما أشكر ايضا كل من عبر عن تهانيه للكويت ولنا بهذه المناسبات الوطنية عبر مختلف وسائل الاتصال والإعلام سواء من داخل البلاد أم خارجها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك