رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 25 يناير، 2011 0 تعليق

إمام الحرم: أيها المكروبون.. لا يجوز لكم أبدًا قتل أنفسكم

 

     أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله حق التقوى والاستمساك من الإسلام بالعروة الوثقى، فالتقوى شعور حي في داخل الإنسان يشعره بأن الله يراقبه ويحصي عمله.

      وقال الشيخ صالح آل طالب في خطبة الجمعة: إن الاعتداء على الإنسان المسلم أشد خطرا وأعظم وزرا لذا كانت حرمته أشد من حرمه الكعبة؛ وكان زوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم؛ مشيرا إلى أن مكانة الفرد في الإسلام رسالة مقدسة تنزلت من رب العالمين.

      وأفاد أن الأمد قد طال على الناس بعد الأنبياء وخبت في نفوسهم قيمة الإنسان وحرمته فاسترخصوا الدماء واستسهلوا الاعتداء واحتقروا الإنسان إما لطمع دنيوي أو تأول ديني أو دافع عنصري وقبلي أو حراك سياسي وجماع ذلك كله ضعف الدين في النفوس وبقايا جاهلية في العقول.

      وبين الشيخ آل طالب أن الإسلام كرم الإنسان وجعل أول ما جعل معبوده الله وخلصه من عبادة الشجر والحجر، ثم أسس وعظم مسألة الدماء فأكد القرآن الكريم شريعة غابرة من شرائع بني إسرائيل فقال عز وجل {من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}؛ لأن الاستهانة بحياة واحد هي استهانة بحياة الناس كلهم وقتل النفس الواحدة هو بمثابة قتل الإنسانية جمعاء فجعل الواحد يساوي أمة في حرمة دمه بعكس الجاهلية التي جعلت الأمة من الناس تساوي واحدا إلا انه عند الإحياء جعل القرآن احياء الواحد يساوي احياء أمة وتولت النصوص وتتابعت التشريعات تحفظ للإنسان دمه وتحترم روحه وحقه في الحياة مسلما كان أو كافرا، بل إن أعظم ذنب وهو الشرك أجمعت الأمة على أن لمن اقترفه توبة منه الإسلام والتوحيد في حين أن القاتل اختلف أهل العلم في هل له توبة أو لا.. إلى هذا الحد بلغ الخطر في التعرض للإنسان قتلا كان أو جرحا.

     وأضاف يقول إن الله اختص بشأن هذه النفس وانفرد بأمر الروح فلا يملك الإنسان أن يعتدي على نفسه أو يزهق روحه فهي وديعة الله وملكه ليس لصاحبها إلا حراستها إلى أن تستوفى منه فمن حاول الاعتداء على نفسه ولم يمت عوقب وإن مات فوعيده في الآخرة شديد { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما }.

      وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام، أن الانتحار والإلقاء بالنفس للهلاك جريمة واعتداء تجاه الفطرة والإنسانية والدين وقال: أيها المكروبون من خافه شيء أو أصابه بلاء أو نزلت به محنة أو اشتدت عليه كربة فلا يجوز له أبدا أن يقتل نفسه فإن فعل فإن مصيره إلى النار.

     وأشار إلى أن بروز ظاهرة الانتحار تستلزم من أرباب التربية والمصلحين وقفة جادة تجاه ملاحظة أصحابها وأسبابها ومؤججاتها من ضعف الدين والانحراف والبطالة وتعاطي المسكرات والمخدرات ومثيرات الضغوط النفسية في الحياة، فيجب أن يعالج كل ما يؤدي إلى اليأس والإحباط وأن تربى النفوس على الإيمان بالله والاعتصام به واللجوء إليه وما يؤدي إلى الطمأنينة بالله ولا يكون ذلك إلا بالتزكية بالإيمان.

      وقال إن هناك شبابا أغرارا جعلوا دماء المسلمين والمستأمنين مسألة خاضعة لنقاش سفهاء وجهلاء لم يتجاوزوا ربيع العشرين من أعمارهم فتنطلق رصاصة هنا وتنفجر عبوة هناك سالبة معها أرواحا، ومحدثة جراحا، ويأملون بعد ذلك الأجر من الله، وربما كتبوا في عداد الأشقياء وهم لا يعلمون.

مفتي السعودية يشدد على حرمة قتل النفس بـ«الإحراق»

      شدد المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على حرمة قتل النفس، حتى إن كانت الظروف المعيشية صعبة، مؤكداً أن قتل النفس بالإحراق جريمة نكراء.

      وقال فضيلة المفتي في محاضرة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بعنوان «معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة رضي الله عنهم»: إن إحراق وقتل النفس من كبائر الذنوب، وهو إقدام على شرٍّ، بل على المرء الصبر والاحتساب، وبذل الأسباب النافعة والإقدام.

      وأضاف: قتل النفس جريمة منكرة ومصيبة عظمى لا يجوز انتشارها بين المسلمين، ولا ينبغي للمسلم اللجوء لمثل هذا العمل الذي يعد انتحاراً، وهو من الجرائم المنكرة، وهذه الأعمال تشوّه صورة المسلمين، وعلى المسلم التحمل والصبر، مشيراً إلى وجود «من يطبل لها ويعظمها، وهم من ضعفاء الإيمان والنفوس.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك