رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 1 نوفمبر، 2011 0 تعليق

إحياء التراث الإسلامي عزت في وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – طارق العيسى: نعزي أنفسنا و الأمة الإسلامية بفقد هذا الإنسان والقائد العربي الخيّر

 

      رجل دولة، بل رجل أمة، وعلى الرغم من مسؤولياته المتعددة والكبيرة وجد الوقت والهمة ليتواصل مع العلماء، وليشرف على العديد  من الأعمال الخيرية شخصياً

      في برقية لها إلى أركان القيادة السعودية والشعب السعودي عزت جمعية إحياء التراث الإسلامي في وفاة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي  الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.

      وفي تصريح له قال الشيخ طارق العيسى - رئيس مجلس الإدارة بجمعية إحياء التراث الإسلامي: إننا نعزي أنفسنا ونعزي الأمة الإسلامية بفقد هذا الإنسان والقائد العربي الخير، فقد كان رجل دولة ورجل إنسانية، وقد أطلق عليه محبوه وخصوصاً الشعب السعودي مسمى «سلطان الخير». وإننا نسأل الله عز وجل للأمة وللشعب السعودي ولذويه خاصة الصبر، وأن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته، وأضاف العيسى أن الفقيد يرحمه الله كان إنساناً فاضلاً وقائداً متميزاً لم تشغله مسؤولياته السياسية والقيادية عن عمل الخير الذي كان ملازماً له في حله وترحاله، وليس أدل على ذلك من عمله على وضع أسس مؤسسة للعمل الخيري والإنساني، تضمن له الاستمرارية وتؤهله للتدخل السريع لمساعدة المحتاجين، كما أنه قد أنشأ مدينة سلطان للخدمات الإنسانية التي اتسع نشاطها لتهتم بالفئات المختلفة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعملت مدينة الأمير سلطان بالاشتراك مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المعاقين ودور الأيتام، ولم تقتصر اهتمامات الفقيد رحمه الله على الداخل السعودي فقط، بل امتدت اهتماماته إلى العديد من مناطق الحاجة في العالم ولاسيما المناطق المنكوبة في القارة الأفريقية على نحو خاص وله رحمه الله مساهماته المتميزة في سد الاحتياجات الإنسانية الملحة هناك من خلال إنشاء لجنة الأمير سلطان للإغاثة ، والتي عهد لها بتلبية احتياجات الملايين من الفقراء في كل من النيجر وتشاد وأثيوبيا، فضلاً عن عدد من الدول الأفريقية الفقيرة، وللفقيد رحمه الله مواقف إنسانية ورجولية تجاه أهل الكويت ، ومنها موقفه الصلب في مواجهة الاحتلال البعثي الصدامي الذي كان فاصلاً في تغيير مجرى الأحداث، فهو رحمه الله رجل المواقف القيادية الرائدة في مواجهة الأخطار والمعضلات.

      وقد تميزت الحقبة التي تسلم فيها مسؤولياته في القيادة السعودية على مدى العقدين الماضيين بلم شمل الأسرة الخليجية وتطوير القوات العسكرية السعودية حتى أصبحت على يديه على مستوى عال من الجاهزية والتدريب، ولاسيما سلاح الجو الذي يتفوق على الكثير من مثيلاته في الدول الأخرى، وقد كان له الدور البارز في إرساء قوة للدفاع عن الخليج والجزيرة العربية، وهو الجيش الذي عرف باسم (درع الجزيرة)، وقد رأينا جميعاً كيف كان لهذه القوات الدور الرائد في الحفاظ على أمن واستقلال دولة البحرين الشقيقة، وما أبدته هذه القوات من استعداد لردع أي اعتداء، سواء على المملكة أم على أي دولة خليجية، وكلنا يرى كيف أن المملكة قد أصبحت في هذه الفترة العمود الفقري لمنظومة مجلس التعاون الخليجي.

      وأضاف العيسى أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله كان رجل خير ورجل علم محباً للعلم والعلماء، كيف لا وهو سليل أسرة عربية سلفية عريقة حملت راية التوحيد منذ بدايتها، وأقامت دولة إسلامية تحت هذه الراية المباركة، وقد عرف عنه احترامه الشديد للعلماء واللقاء بهم بين فترة وأخرى، مؤكداً على الركنين الرئيسين لإقامة الدولة في المملكة، وهما: الحكم والعلم ، وقد أكد في أكثر من مناسبة على هوية الدولة في المملكة العربية السعودية، وأنها دولة قامت على الدعوة السلفية وبأسرة ونظام حكم يطبق شرع الله ودينه على نهج الكتاب والسنة، وعلى الطرف الآخر فقد كان رحمه الله ذا نظرة إسلامية شرعية متوازنة، وعرفت عنه مواقفه الصلبة تجاه الأفكار المنحرفة، سواء التطرف والإرهاب أو العلمانية والإلحاد، فلا إفراط ولا تفريط.

      وفي ختام تصريحه قال الشيخ طارق العيسى - رئيس مجلس الإدارة بجمعية إحياء التراث الإسلامي: إن الأمير سلطان -رحمه الله- رجل دولة، بل رجل أمة؛ إذ على الرغم من مسؤولياته المتعددة والكبيرة- حيث إنه الرجل الثاني في المملكة- إلا أنه قد وجد الوقت والهمة ليتواصل مع العلماء، وليشرف على العديد من الأعمال الخيرية شخصياً، بل إن بعض الحالات الإنسانية كان يتابعها، ويهتم بها شخصيا، وهذا ما نقل عنه، رحمه الله  رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك