رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 12 فبراير، 2012 0 تعليق

وضح لوالديك حرمة الإسبال بأسلوب طيب

- ما حكم الإسبال؟ وهل يجوز أن أطيع والديّ إذا أرادا مني إسبال ثيابي؟

 

- الإسبال محرَّم، بل هو من كبائر الذنوب، ففي الصحيحين وغيرهما، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي[ قال: «من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة»، وفي صحيح مسلم والسنن وغيرها من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي[ أنه قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل إزاره، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب».

     واللفظ لفظ مسلم، فالمسبل عاص لله ومتعد لحدوده سبحانه، فواجب عليه أن يتوب إلى الله؛ فإنه قد تُوعّد بالعذاب الأليم وبعقابه بألا ينظر الله إليه ولا يزكيه، وهذا دال على أن فعل ذلك من الكبائر. ثم إن الإسبال فيه إفساد للملبس، وربما سبب تعثراً له في مشيه.

       وقد قال عمر بن الخطاب ] لشاب جاء يعوده في مرض موته فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردوا علي الغلام. قال: يابن أخي، ارفع ثوبك، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك. أخرجه البخاري في صحيحه.

وأما طاعة الوالدين فهي واجبة، وقد قرن الله حقهما بحقه في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء)، لكن مع ذلك فإن الوالدين لا يطاعان في معصية الله، شأنهما شأن كل مخلوق؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فلو أمراك بالإسبال فلا تطعهما في أمرهما لك بالإسبال، مع قيامك بحقهما من البر والصلة، ومحاولة تطييب خاطرهما بخصوص الإسبال بالكلام الطيب، فتبين لهما أن هذا أمر محرم بنص رسول الله[، وأن الواجب علينا جميعاً اتباع سنته والائتمار بأمره والانتهاء عن نهيه والوقوف عند حدوده.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك