وصايا لكل مريض
أخي مريض جداً ولم ينفع معه الدواء، وحالته تسوء يوماً بعد يوم، وأسأل فضيلتكم عن أدعية نبوية شريفة أتوجه بها إلى الله سبحانه وتعالى كي يستجيب دعاءنا ويشفي أخانا، مع العلم بأننا والحمد لله نصلي وندعو الله ليلاً ونهارًا حتى أذان الصبح، راجين الله أن يستجيب دعاءنا، نرجو نصحكم وجزاكم الله خيرا.
أولاً يا أختي انصحي أخاك بالصبر والاحتساب، وذكّريه أن المصائب سبب لحط الذنوب والخطايا؛ يقول النبي [: «ما يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه»، ويقول [: «أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة»، ويقول [: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط»، فأوصوه بالصبر والاحتساب وأنتم كذلك، والجأوا إلى الله واسألوه كشف الضر عن أخيكم.
وابذلوا الأسباب النافعة من العلاج النافع بالقرآن والأدعية المأثورة عن رسول الله [ وكذلك عليكم مراجعة الأطباء المختصين؛ لأن النبي [ يقول: «تداووا عباد الله، ولا تتداووا بحرام»، ويقول [: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله»، والله جلَّ وعلا قد ذكر لنا من دعاء أنبيائه عليهم السلام لما نزلت بهم الكربات، قال الله جلَّ وعلا في سورة الأنبياء: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ} (الأنبياء:83- 84)، والله تعالى يقول في سورة النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} (النمل: 62)، وفي الحديث يقول النبي [: «ولا يرد القضاء إلا الدعاء»، فالدعاء ينفع مما كان، ومما لم يكن، وهو مطلوب من المؤمن، سواء تحقق مطلوبه بالشفاء أو عاد عليه الدعاء بخير، رفعة في درجاته أو حطاً عن خطاياه أو دفعاً لما هو أعظم من البلاء، ونسأل الله أن يشفي أخاك وسائر مرضى المسلمين.
لاتوجد تعليقات