وسائل الفتن كثرت

- تربية الأبناء على منهج السلف مطلب لكل إنسان وقد كثرت الفتن وأصبح الابن يراها في مجتمعه كالقنوات الفضائية وغيرها مما يجعله يلح على إدخالها في البيت، فما توجيهكم حفظكم الله؟ وهل ندخل ما يسمى بالقنوات الإسلامية في بيوتنا؟

- الفتن الآن كثيرة ووسائل الفتن كثيرة، وذلك بما جدّ من المخترعات التي ظهرت في آخر الزمان، نسأل الله سبحانه أن يكفينا شرها وشر ما فيها وأن ينفعنا بما فيها من خير، فهذه الوسائل الفضائية ووسائل الإعلام كثيرها شر فيجب على المسلم أن يتحفّظ منها، وأن يحافظ على أهل بيته وعلى أولاده؛ لأنه راعٍ عليهم ومسؤول عن رعيته فلا يدخل عليهم ما يفسد دينهم وأخلاقهم وما يسفههم، وإنما يبعد عنهم هذه الوسائل الفاسدة وهذه الفضائيات الماجنة، ولا يدخل إلا ما فيه خير وصلاح وما فيه علم نافع؛ لأن الله استرعاه على أهل بيته فهو راع ومسؤول عن رعيته، فقد قال الله تعالى: {ياَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (التحريم: 6)، فأنت مأمور أن تقي نفسك النار بطاعة الله وترك معصيته، ومأمور كذلك أن تقي أهل بيتك من النساء والذرية، وحتى الضيوف أنت مسؤول عنهم ما داموا في بيتك ولا أحد يشاركك في السلطة على أهل بيتك حتى ولي الأمر لا يشاركك في بيتك، هذه ولايتك وهذه سلطتك أنت، وأنت مسؤول عنها يوم القيامة أمام الله –سبحانه وتعالى– فعليك أن تحافظ على أهل بيتك وأن تبعد عنهم وسائل الشر، ولا تطعهم إن طلبوا ذلك؛ لأنهم بحاجة إلى رعاية، وما فائدة رعايتك إذاً؟ فهم بحاجة إلى أن تختار لهم الصالح المفيد، وأن تبعد عنهم الشر، فأنت المسؤول عنهم فلا تطعهم فيما يضرهم، ولا شك أنهم سينظرون إلى الجيران وإلى فلان وإلى فلان فلا تنظر إلا لأهل الخير ولا تنظر إلى أهل الشر، وربّهم على ذلك بأن ينظروا إلى أهل الخير وأهل الصلاح ولا ينظروا إلى أهل الشر ويحاولوا تقليدهم·