نجاسة المني
هل المني نجس؟ وهل إذا اختلط بدم أو قيح لجرح داخلي أصاب العضو يصبح نجسا بعد خروجه؟
الصحيح من أقوال أهل العلم : أن المني ليس بنجس، وذلك للأحاديث الصحيحة عند البخاري ومسلم:
منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله[؛ فيخرج إلى الصلاة، وإن بقع الماء في ثوبه».
وفي رواية لمسلم: «لقد كنت أفركه من ثوب رسول الله [ فركاً فيُصلي فيه».
وفي رواية مسلم ذكر لها سببا، فعن عبد الله بن شهاب الخولاني قال: كنت نازلا على عائشة، فاحتلمت في ثوبيّ فغمستهما في الماء، فرأتني جارية لعائشة فأخبرتها، فبعثت إلي عائشة فقالت: «ما حملك على ما صنعت بثوبيك؟ قال: قلت: رأيت ما يرى النائم في منامه»، قالت: «هل رأيت فيهما شيئا؟» قال: قلت: «لا». قالت: «فلو رأيت شيئا غسلته، لقد رأيتني وإني لأحكه من ثوب رسول الله[ يابساً بظفري».
وهذا الغسل لا يدلّ على نجاسة المني؛ إذ لو كان المني نجساً لأمرها النبي[ بغسله، ولكن هذا الغَسل إنما وقع من عائشة رضي الله عنها، والنبي[ أقرّ عائشة على غسل المني إذا كان رطباً؛ لكونه مما يستقذر فقط، وليس لأنه نجس؛ فيكون من السنة التقريرية.
وكذلك يدلّ على طهارته: أنه إذا كان يابساً كفاه الفرك بالظّفر ونحوه؛ ليذهب أثر المني من الثوب، ثم يُصلي فيه، ولو كان نجساً لما اكتفت بمجرّد الفرك.
وكذا في إنكار عائشة رضي الله عنها على من بالغ في إزالة المني حتى غسل ثوبه، ما يدل على أنه ليس بنجس؛ لأن المقصود هو إزالة الأذى، وليس التطهير، كما قال ابن عباس: «المني بمنزلة المخاط، فأمطه عنك ولو بإذخرة».
وعلى هذا فالصحيح هو القول بطهارة المني، وهو مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد ومن وافقهما.
فإذا أصاب المني الثوب فإنه يُغسل إذا كان رطباً ، ويحك إذا كان يابساً.
ولو غُسل على كل حال فلا حرج في ذلك.
ولو أصاب المني الفراش ، فلا حرج في النوم عليه. وفي الحديث أن خدمة المرأة لزوجها وتعاهدها لملابسه وفراشه، من حسن العشرة.
وفيه: فضل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن؛ إذ نقلن للأمة الإسلامية من شرع الله تعالى ما يحتاج إليه الرجال والنساء، من أفعال وأقوال النبي[.
لاتوجد تعليقات