معنى قوله -تعالى-: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً}
- يقول -تعالى-: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (هود:7)، فهل يُفهم من هذه الآية: أنَّ المهم هو حُسن العمل دون النظر إلى كثرته ودوامه؟
- هذا يدل على أنَّ الحُسن أهم، إحسان العمل أهم من كثرته، وإن كانت الكثرةُ مطلوبةً، لكن الأهم من الكثرة إحسان العمل؛ ولهذا قيل لأبي علي بن الفُضيل بن عياض: يا أبا علي، ما معنى أحسن العمل؟ قال: «أخلصه وأصوبه»، قيل: ما أخلصه؟ وما أصوبه؟ قال: «إنَّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإن كان صوابًا ولم يكن خالصًا فلم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا»، قيل: يا أبا علي، ما هو الخالص الصواب؟ قال: «الخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على السنة». فالاهتمام بإحسان العمل أعظم وأوْلى من الكثرة، فكون المؤمن يهتم بإخلاص العمل وتنقيته من الرياء وغيره من أنواع الشرك، ويهتم بمُطابقته للشريعة، وألا يكون فيه ابتداعٌ، هذا أهم من الكثرة، وإذا صحَّ له هذا فليُكثر من العمل الذي صحَّ له فيه هذا -صحَّ له فيه الإخلاص، وصحَّ له فيه الصدق- أما أن يهتم بالكثرة من غير عنايةٍ بالإخلاص وعنايةٍ بالصدق-يعني: المُتابعة- فهذا لا، يجب أن يكون الاهتمام بالإخلاص والمُتابعة أعظم من الكثرة.
لاتوجد تعليقات