رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 18 أكتوبر، 2015 0 تعليق

مسؤوليتك أمام الله عزوجل أن تنصحي بالقول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ سأطيل عليكم قليلا، ولكن أتمنى أن تقرؤوا رسالتي وتردوا على سؤالي، " كنت لا أعرف شيئاً عن الإسلام، والحمد لله بمحض المنة منه هداني الله، نحن وعائلتي نصوم، نصلي، لكن لسنا ملتزمين كما يحب الله " لا أحتمل ما أرى وما أسمع، فأصبحت حزينة كئيبة لا أبتسم في وجه أحد ولا في وجه الوالدين حتى وقعت في العقوق ولا أدري ما هو الصواب. الغيبة حدث ولا حرج، أسمع الغيبة كل اليوم تقريباً في كل وقت، يدخل أخي من باب المنزل: " ما به أخي فعل كده ويشتمه في غيبته، إنه كذا وكذا" يدخل أبي ويجلس في مائدة طعام: " شفت أخوك مادا فعل؟ كده وكده ... وسواء يشتمه أو...، يقول:" أمك فعلت تلك الحاجة ولم تعملها جيدا... أو تبذر " أو يسأل عنهم وبعد أن أجيب عليه يشتمهم ويغتابهم، أو يحكي أخبار الناس من الأقارب أو غيرهم في غيبتهم وينتقدهم، يغتابون القريب والبعيد، الصغير والكبير: الأخ يغتاب أخوه أو صاحبه، الأب يغتاب ابنه (والعكس)، ويغتاب زوجته (أمي) وأخوه وأخته، صاحبه...أي واحد، الجار يغتابونه ويضحكون عليه. 02 من عماتي وعمي يعيشون معنا مع والدتهم (جدتي) في الطابق السفلي (وفي صغري تربيت عندهم)، نسمع كلامهم: الغيبة والاستهزاء، أمهم عجوز خرفة، بناتها يصرخن فيها لأنها أصبحت تتصرف بطريقة أخرى (فهي في حكم المريض)، يساعدونها في نفس الوقت ولكن يصرخن فيها فهي لا تسمع جيدا، لا أحتمل وضعها ويغتابونها فيما بينهم، فعلت كده، قالت كده ... يكذبون ويضحكون عليها. الكل لا يصلون، إذا صعدوا عندنا لحاجة ما ولو لبعض دقائق يغتابون ولو مزاحا، نصحتهن ولكن لا فائدة، تجيب بأن نيتها صافية وأنها تمزح ولا تقصد الغيبة، لا أدري ماذا أفعل معهم. ستنصحونني بالإنكار عليهم بتلطف والأمر بالمعروف، إن قلت لكم أنني حاولت مع أبي فغضب وقال لي سأتكلم وإن لم يعجبك الحديث سدي أذنيك -ضعي شيئا في أذنيك حتى لا تسمعي- (لا يعترف بالغيبة)، قالت له أمي هذا لمصلحتك نحن ننصحك، قال لها لا تنصحوني لا أحب النصح (بغضب وذهب إلى غرفته غاضبا وأشعل سيجارة و هو غاضب يحدث نفسه:" لا تتكلموا، ولا تفعلوا...الخ". وخالاتي وعماتي نصحتهن، فأصبحت أحس بالجفاء منهن. عائلتي يذهبون إلى حفلات الأعراس بالغناء (ويعلمون بأنه حرام)، وزوجة أخي تطلب مني العناية بابن أخي لأنه مولود صغير، كي تذهب إلى الحفلة، والأخرى تطلب مني إعارتها مجفف الشعر ومساعدتها...إلخ. وهذا من المشاركة في الإثم والعدوان. أحس بالذنب في كل ما يفعلونه وما يقولونه لأني مشتركة معهم ولا أحد ينه الآخر عن المنكر، كل شيء عادي. نسخت أشياء عن الغيبة وأعطيتهم لكل واحدة: عماتي خالاتي أمي أبي إخوتي، عندما أسمع الغيبة، أحس بأني مشتركة في الإثم لأني سمعتها خلاص، معظم الأحيان تلفظهم بكلمة واحدة = غيبة، قلت لهم لا يجوز كبيرة من الكبائر، وأن غيبة الأبناء أو الإخوة (والعائلة بصفة عامة) تعد من الغيبة أيضا...لا جدوى، الآن كلما أسمع الغيبة أصاب بحزن عميق لأني مشتركة في الإثم، مثلا في نفس اليوم ممكن أسمعها من نفس الشخص عدة مرات !! والدي أراد ضربي وصرخ في وجهي صراخ ربما سمعه الجيران (يسب ويقول كلمات كفر) ومنعني من الذهاب إلى المسجد، يقول: " أصبحت تفتين، وكل شيء حرام، ولا تتكلموا...إلخ"! ، يظن أن هناك أشخاص في المسجد عملوا لي غسيل مخ وأني سأصاب بالجنون، وقال إن الكل يتحدث عني ويتساءل ما بي وماذا يجري لي بسبب تصرفاتي. أصبحت لا أطاق في المنزل، حتى خالاتي وعماتي أصبحت لا أجلس معهن، يا سبحان الله مجالسنا كلها غيبة، تسألها كيف حالكم تجيب بغيبة في ابنها أو زوجها أو جارتها، فأصبحت لا أشارك في الاجتماعات العائلية النسوية، كلها لغو وغيبة ومزاح وضحك وكنت في الماضي مثلهم ولكن منذ أن عرفني الله بخطر الغيبة وأن المستمع شريك في الإثم، (يكفيني الغيبة وربما القذف الذي وقعت فيهم في الماضي بسبب جهلي). وكأنني أقطع رحمي ...مصيبة !!! أحسوا بتغيري اتجاههم، وعائلتي أصبحت لا أخالطهم، ولا أجلس مع والدي وإخوتي على مائدة الطعام. ولكن بسبب الغيبة وقعت في العقوق، وبدل من أن أبر والدي وعماتي وأصل رحمي كما أمر الله، فأنا هكذا أهجرهم، لأنني عندما يأتي أبي أو خالتي أو قريباتي أو... أسلم عليهم وأذهب إلى غرفتي لتجنب سماعهم، وبسبب العقوق أصبحت لا أتلذذ بالطاعة، مشتتة وغير مطمئنة، أحس بأن الله غاضب علي. أتجنب معصية أقع في معصية أكبر منها بل من أكبر الكبائر. والدي دائما الغضب على لأنني لا أوافق ما يقولون ويفعلون. السؤال الذي لطالما بحثت عنه في المواقع -في موقعكم أيضا-ولم أجد عنه جوابا بعد ولا حالة كهذه: كيف أوفق بين البر وصلة الرحم (فأنا عاقة) وبين عدم معصية الله ولا تنصحوني بالنصح لهم، والأمر بالمعروف، فهذا ليس حلا وبسبب محاولات الاختلاط بهم بنية صلة الرحم وأمرهم بالمعروف، لا أجني من ذلك الاجتماع إلا إثم الغيبة والغفلة، و أعود بحسرة تكاد تقتلني وألوم نفسي كثيرا، ربما تظنون أنني أبالغ لكن الغيبة واللغو والكلام الكثير بغير فائدة أصبح كالأكسجين الذي لا يستغنى عنه، عافانا الله وإياكم من آفات اللسان وصراحة لا يؤثر فيهم شيء، إن تركت الأمر بالمعروف، أنا آثمة، إن نهيت عن المنكر، أنا عاقة وقاطعة للرحم، احترت، أعطوني حلا عمليا تطبيقيا: ماذا أفعل وماذا لا أفعل. أريد بر والدي بما يرضي الله وجزاكم الله خيرا.

 مسؤوليتك أمام الله عزوجل أن تنصحي بالقول أو بالشريط والدعاء لهم وشغلي القرآن والذكر ، قولي سأعمل لكم درساً بسيطاً كل يوم حديث أو آيه وتفسيرها والتذكير بمن مات ماذا كسب الآن، وخطورة آفة اللسان يُعطي أجره للآخرين، ( اتق الله ما استطعت)( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) واكثري من الاستغفار والذكر وارفعي صوتك بالذكر وأنت تسمعينهم .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك