رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 21 أبريل، 2014 0 تعليق

ما أصابكم ابتلاء من الله

- نحن عائلة كاملة مبتلاة بالجن رغم قراءة القرآن، فماذا نفعل؟

- أولاً: عليكم بالتحصن بالإيمان باللَّه وقوة اليقين به سبحانه، وانصراف القلب بكليته لربه، والانطراح بين يديه، والإلحاح بالدعاء عليه، والاستعاذة به من شر كل ذي شر، والإكثار من الذكر والدعاء وتلاوة القرآن عن تدبر ويقين· فإنمن فعل هذا زال عنه ما يجد بإذن اللَّه، فإن الجن خلق من خلق اللَّه تحت ملكه وتدبيره سبحانه، واللَّه تعالى يقول: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (الإسراء: 82)، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، فالمؤمن باللَّه الموقن به الموحد له، والمؤمن بهذا الكتاب وبأنه نافع من أدواء القلوب والأبدان هذا هو الذي ينتفع به، وبحسب قوة الإيمان واليقين يكون الانتفاع، فإن الشفاء لابد فيه من زوال المانع وتوفر السبب، والسبب هو هذا دوام ذكر اللَّه وتلاوة كتابه، لكن المانع وهو كون القلب لاهيا مشغولاً، أو ضعيف الإيمان·

 

     فهذا يكون تأثره قليلاً؛ لضعفه هو، وإلا فكلام اللَّه فيه الهدى والنور والشفاء لما في الصدور، وإذا كان الجبل الضخم لو نزل عليه كلام اللَّه لرأيته خاشعا متصدعا من خشية اللَّه فكيف بالمخلوق الضعيف؟! وقد ذكر بعض المحققين أن كلام اللَّه والأذكار الشرعية سلاح لدفع الشر ولرفعه إذا وقع، لكن السلاح بقوة الضارب به، فمتى توفرت القوة كان التأثير، والقوة هنا المقصود بها قوة القلب والجنان، قوة الإيمان مع المحافظة على فرائض اللَّه والاستمرار في طاعة اللَّه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من اللَّه حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح». أخرجه البخاري، ويقول  صلى الله عليه وسلم : «الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأها في ليلة كفتاه» متفق عليه. وفي صحيح مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي -رضي اللَّه عنه- قال: سمعت رسول اللَّه  صلى الله عليه وسلم  يقول: «اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما»، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة والبطلة: السحرة· ويقول  صلى الله عليه وسلم : «لا تجعلوا بيوتكم قبورا إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»، أخرجه مسلم.

 

    ولا شك أن ما أصابكم ابتلاء من الله، فالواجب عليكم الصبر، وتفقدوا أنفسكم فإن كنتم مقصرين في الطاعات فاحرصوا على الإتيان بها وإتمامها على الوجه الذي شرعه الله، وإن كنتم ممن أسرف على نفسه بالمعاصي فالبدارَ البدارَ بالتوبة النصوح علَّ الله أن يغفر ما مضى، وإن كان المنزل يحوي شيئا من المنكرات كالدش والصور الخليعة ونحو ذلك، فعليكم التخلص منها وإتلافها، ثم مع هذا كله الزموا ذكر الله وتلاوة القرآن والرقية الشرعية عن إيمان صادق ويقين جازم، وسيزول عنكم ما بكـم بإذن الله تعالى، أسأل الله أن يزيل عنكم البأس، ويصرف عنكم ما حل بكم إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه·

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك