لا يتصور ذلك مهما بلغ الرجل من الفسق
- من الكبائر شتم الرجل والديه.. ما توجيه الحديث المتضمن لذلك أحسن الله إليكم؟
- «من الكبائر شتم الرجل والديه». ما قال: «والده»، لا، شتم الرجل والديه الأب والأم، يتصور أن ولداً يشتم والديه؟ الصحابة ما تصوروا هذا، لكن في زماننا الأمر أعظم، يحصل من الأولاد العققة ما هو أعظم، ويحصل من بعض من ابتلي بسوء الخلق ما هو أشد، ولو كان ظاهره الصلاح، يحصل من هذا شيء، الصحابة استغربوا قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ استبعاد، لا يتصور رجل سوي عاقل يشتم والديه مهما بلغ من التساهل أو من الفسق، ما يتصور أبداً، وهذا الكلام يجرنا إلى الكلام عن مسألة ما تصورها بعض العلماء، بعض المغاربة في القرن السابع يقول: إن الخلاف في كفر تارك الصلاة نظري ليس بعملي، فكيف يكون نظرياً؟! يقول: لا يتصور أن أحداً يترك الصلاة، إن كان في عهد شرار الناس أو بعد خروج الدجال ممكن، ولاأتصور مسلماً يترك الصلاة أبداً، يقول: الخلاف لا حقيقة له في الواقع، والآن البيوت ابتليت بمن يترك الصلاة إما بالكلية، أو ينام عن صلاة اليوم الكامل، الصحابة استغربوا وتساءلوا: هل يشتم الرجل والديه؟ قال: «نعم» والجواب مطابق للسؤال أو غير مطابق؟ سؤالهم عن التسبب أو عن المباشرة؟ عن المباشرة، يعني: ولا يتصور أن يقول شخص لأبيه: لعنك الله – نسأل الله السلامة والعافية - أو يا فاعل أو يقذفه، أو ما أشبه ذلك، وكذلك الأم، فجاء بالتسبب؛ لأن المباشرة لا وجود لها في الأصل، وإذا ارتفعت المباشرة أو كان المباشر غير أهل للتكليف يتجه التكليف إلى المتسبب وإلا فالمباشرة تقضي على أثر التسبب، عند أهل العلم.
«نعم، يسب أب الرجل فيسب أباه» يكون سبباً في سب أبيه، ولايغني ذلك أنه يباشر سب أبيه، أما إذا باشر سب أبيه فالأمر أعظم، ويعني إذا كان سبباً في سب أبيه أو في شتم أمه، فكونه يباشر ذلك أعظم، -نسأل الله السلامة والعافية-.
لاتوجد تعليقات