رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 8 مايو، 2012 0 تعليق

كما أن الحسنات في مكة مضاعفة كذلك السيئات تضاعف

- ما قول فضيلتكم فيمن تحدثه نفسه بالشخوص عن حرم الله تعالى والتحول منه بحجة أن مكة يضاعف بها السيئات وأنه مرتكب للشهوات ومضيّع للصلوات ومقترف للكبائر وممضٍ وقته في سهو ولهو، وما مدى صحة القول: إن ابن عباس رضي الله عنه كان يفضِّل الإقامة في الطائف خشية مضاعفة السيئات في مكة؟

 

- مكة شرّفها الله أشرف البقاع وأفضلها؛ ولهذا قال النبي[ يوم خروجه: «والله إنك لأحب البقاع إلى الله ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت»، فهي أفضل بقعة على وجه الأرض شرّفها الله وفضَّلها واختارها، فالسكن فيها خير وينبغي له إذا سكنها أن يستقيم على طاعة الله ويعلم كما أن الحسنات مضاعفة فيها فالصلاة فيها بمئة ألف صلاة فيما سواها، كذلك السيئات تضاعف فيها، بل يعاقب العبد  بالهم بالسيئة وإن لم يفعلها كما قال الله جلَّ وعلا: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (الحج: 25) وكون الإنسان يفر منها بدعوى سيطرة شهواته وهواه فهذا خطأ، بل ينبغي أن يبقى ويحاول ترويض نفسه على الطاعة وإلزامها بالعمل الصالح فلعله إن شاء الله أن يوفَّق ويستقيم.

      وما يروى عن ابن عباس أنه خرج منها خوفاً من مضاعفة السيئات، فابن عباس خرج منها لأمر ما من الأمور؛ لأنه إذ ذاك لم يكن على اتفاق مع عبدالله ابن الزبير رضي الله عنهما فلم يكن خروجه للطائف لأجل هذا إنما كان خروجه لعدم اتفاقه مع عبدالله ابن الزبير رضي الله عن الجميع، وإلا فالبقاء بمكة خير لمن قدّر له ذلك وهو ليس بلازم، فالإنسان يسعى في الرزق وطلب الرزق في أي مكان لكن من قدّر له السكن في مكة وبقي فيها رجاء مضاعفة الحسنات والزيادة من الخير، فهو عمل صالح ولا شك ولا ينبغي للمسلم أن يعمل المنكر بمكة، بل ينبغي للذي بمكة أن يرتدع ويعلم أن هذا مكان له شأن وفضل ولا ينبغي له أن يستخف بحرمات الله وبحرم الله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك