فيمن نزل قوله -تعالى-: {ومن لم يحكم بما أنزل الله}؟
– هذه الآية نزلت في اليهود، واستدل هؤلاء بأنها كانت في سياق توبيخ اليهود قال الله -تعالى-: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ […]
- هذه الآية نزلت في اليهود، واستدل هؤلاء بأنها كانت في سياق توبيخ اليهود قال الله -تعالى-: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، وقيل: إنها عامة لليهود وغيرهم وهو الصحيح؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولكن ما نوع هذا الكفر؟ قال بعضهم: إنه كفر دون كفر، ويروى هذا عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهو كقوله - صلى الله عليه وسلم -: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وهذا كفر دون كفر، بدليل قول الله -تعالى-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، إنما المؤمنين أخوة، فجعل الله تعالى الطائفتين المقتتلتين أخوة للطائفة الثالثة المصلحة، وهذا قتال مؤمن لمؤمن فهو كفر، لكنه كفر دون كفر. وقيل: إن هذا عن قوله -تعالى-: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، ينطبق على رجل حكم بغير ما أنزل الله دون تأويل مع علمه بحكم الله عز وجل، لكنه حكم بغير ما أنزل الله معتقداً أنه مثل ما أنزل الله أو خير منه وهذا كفر؛ لأنه استبدل دين الله بغيره.
لاتوجد تعليقات