رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 3 أبريل، 2018 0 تعليق

فهم النصوص

– جاء الوعيد الشديد على من فسر القرآن برأيه، ومن جزم بأن هذا مراد النبي صلى الله عليه وسلم  من هذا الحديث، لا يجوز له ذلك، بل عليه أن يعتمد على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وما جاء عن سلف هذه الأمة الذين عاصروا التنزيل، وعاصروا النبي صلى الله عليه وسلم  وعايشوه وفهموا عنه، فهم […]

- جاء الوعيد الشديد على من فسر القرآن برأيه، ومن جزم بأن هذا مراد النبي صلى الله عليه وسلم  من هذا الحديث، لا يجوز له ذلك، بل عليه أن يعتمد على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وما جاء عن سلف هذه الأمة الذين عاصروا التنزيل، وعاصروا النبي صلى الله عليه وسلم  وعايشوه وفهموا عنه، فهم أصح فهمًا وأدق ممن جاء بعدهم، ثم بعد ذلك إذا فسَّر النصوص بالنصوص -وأولى ما يُفسر به القرآن: القرآن، ثم السنة، ثم بأقوال الصحابة والتابعين، ثم بلغة العرب- فلابد أن يكون لدى من يتصدى لتفسير النصوص وشرح الأحاديث وبيان ما تضمنته من معانٍ وأحكام وآداب أن يكون لديه الأهلية والآلة التي يستطيع أن يتعامل بها مع النصوص على طريقة أهل العلم، أما أن يأتي من يفسر النصوص برأيه ويعتمد في ذلك على تحليلات أو فهوم من أناس ليست لهم عناية بالنصوص ولا ما يعين على فهم النصوص، أو يلجأ إلى حقائق عُرفيَّة يفسر بها الحقائق الشرعية كمن يفسر المحروم في قول الله: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (المعارج: ٢٤ - ٢٥)، يقول: «المحروم الذي عنده الأموال الطائلة ويقتر على نفسه وعلى ولده فلا ينفق منها»! هذا تدفع له الزكاة؟! هذه حقيقة عُرفيَّة عند الناس، متداولة عند عامة الناس، لكن هل يُفسر بمثلها كلام الله -جل وعلا-؟ لا، لا بد أن يرجع في ذلك إلى كلام أهل العلم المحققين، الذين لديهم من الأهلية التي تمكنهم من فهم النصوص على الوجه المتبع والجادة المسلوكة عند أهل العلم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك