عادات جاهلية في المآتم
> أطلب من سماحتكم أن تفيدونا بما يتفق مع شرع الله في المآتم، علماً بأننا نعمل الآتي: نقرأ سورة الفاتحة على قبر الميت، وتكون التعزية في المآتم لمدة قد تصل إلى ثلاثة أيام أو أكثر ونأكل ونشرب في المآتم، ونجمع من كل واحد حوالي خمسة وعشرين ريالاً وتدفع لأهل الميت، وتذبح ذبيحة شاة أو نحوها في ثالث أيام الوفاة، ونجمع حصوات مع القول بصوت مرتفع: لا إله إلا الله، توضع على قبر الميت، وترفع النساء أصواتهن بالبكاء، والعويل، ولطم الخدود، وذكر محاسن الميت، ويلبسن الأسود الخشن حداداً على الميت، ولا تباشر النساء في أيام العدة أي عمل نحو إعداد الطعام، والقيام بالأعمال المعتادة التي تقوم النساء بها؟
هذه عادات جاهلية وبدع منكرة عليكم تركها وبيان نكارتها: فأما القراءة على القبر فلا تجوز، ولم يفعلها أحد من السلف، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، وإنما ورد قراءة سورة «يس» عند المحتضر قبل خروج روحه، أما بعد موته وعند دفنه أو بعد الدفن فلا يشرع شيء من القراءة ولا التلقين ونحوه. أما التعزية فهي سنة، ولا تكون في المآتم، بل يعزي أهل الميت في كل مكان ولا بأس باجتماعهم ليقصدهم المعزوف، ولا يجتمعون للأكل، وإنما يصنع لأهل الميت وحدهم طعام بقدرهم، ويكره لهم فعله للناس. وهذه النقود التي تجمع من كل واحد لا حاجة إليها، إلا إذا كانوا فقراء تحل لهم الزكاة، لا تجوز هذه الذبيحة سواء كانت من مال الميت أو من غيره، أما إذا أصلح لأهل الميت طعام ولو بذبيحة، أو أكثر، فلا بأس. وجمع هذه الحصوات، والذكر عند الجمع، ووضعها على القبر بدعة منكرة، يجب تركها وإنكارها. ورفع الصوت بالنياحة، والعويل، ولطم الخدود، وتعداد محاسن الميت بدعة، ومن فعل الجاهلية، وقد ورد في الحديث: «ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية». ولبس السواد حداداً على الميت بدعة، وإنما زوجاته يتجنبن لباس الشهرة، والزينة، والحلي، والجمال، والطيب زمن الإحداد. وتركهن الأعمال والأشغال المعتادة زمن الإحداد بدعة، فللحادّة أن تصلح الطعام، وتكنس الدار، وتغسل الأواني والثياب، وتتكسب، ولا حرج عليها في ذلك، والله أعلم.
لاتوجد تعليقات