رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 4 ديسمبر، 2011 0 تعليق

صفات المنافقين؟

- ما صفات المنافقين؟

 

- أوضح الله -عزَّ وجلَّ- صفاتهم، فبيَّن -تعالى- أن من صفاتهم: أن إيمانهم ظاهر لا باطن، يقول – سبحانه -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (البقرة:8-9 )، فهم آمنوا في الظاهر وكفروا في الباطن، فقلوبهم على خلاف ما أظهروه· ومن صفاتهم أنهم يصفون أهل الإسلام بأنهم سفهاء العقول، ضعفاء الرأي، قليلو التفكير، وهم في نفس الوقت يرون أنفسهم أهل الرأي الصائب والعقل الراجح: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لَّا يَعْلَمُونَ} (البقرة:13 )، مقالة قالها قبلهم قوم نوح لنوح: {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ } (هود: 27)·

- ومن صفات القوم: أنهم يعدون الصلاح والخير فساداً، والإفساد والشر صلاحاً، فإذا دعُوا إلى التمسك بالحق ولزومه جعلوا ذلك فساداً، والكفر والضلال والباطل صلاحاً، انتكاس في الفطر، وانعكاس في العقول، وانقلاب في الحقائق، يقول الله -عزَّ وجلَّ: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} (فاطر:8) ، ويقول -سبحانه -: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (البقرة:11)·

       وهذه مقالة قالها فرعون في حق موسى وأتباعه، يقول -سبحانه – قاصاً  خبره: {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر:26) ومنافقو العصر إذا دُعوا إلى الخير والهدى، وحُذروا من إضرار المسلمين ونشر الفتن بين صفوفهم وإعانة العدو على الإسلام وأهله – قالوا: نحن مصلحون، ونحن ونحن··· تشابهت القلوب في الكفر والباطل·

- ومن صفات القوم: أنهم إذا دعوا إلى تحكيم شرع الله وتنفيذ أحكام الله العادلة، صدوا وانصرفوا وأعرضوا: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} (النساء:60-61)، فنفوسهم تميل إلى أحكام الكفرة، إلى القوانين الجائرة الظالمة التي تبيح لهم المحرمات والفجور، وتسمح لهم بالسوء والفساد، أما أحكام الله العادلة المنصفة التي تأخذ حق المظلوم من ظالمه، فتلك أحكام لا يقبلونها؛ لما في قلوبهم من عداوة للإسلام وأهله، فإن يك في أحكامه موافقة لأهوائهم قبلوها، {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين } (النور) ما قبلوها إلا لموافقتها لأهوائهم لا غير·

- ومن صفات القوم: أنهم يستهزئون بالإسلام وأهله، ويعيبون أهل الإسلام ويسخرون بالمسلمين وأعمالهم، يسخرون بأهل الخير والصلاح: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (التوبة:65)·

- ومن صفات القوم: أنهم يحاولون صبغ المجتمعات الإسلامية بصبغة غير إسلامية، شرقية كانت أو غربية، يحاولون أن يحولوا المجتمع المسلم حتى يكون مجتمعاً إباحياً إلحادياً، هكذا يسعى المنافقون وأتباعهم، قال الله -جلَّ جلاله-: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً } (النساء)·

- ومن أخلاق القوم: أنهم أمرة بالمنكر نهاة عن المعروف، أمرة بكل شر وفساد، نهاة عن كل خير وصلاح، يقول الله تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} (التوبة:67)، فهم عكس أهل الإيمان الذين هم أمرة بالمعروف، ونهاة عن المنكر، يقول الله -سبحانه-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (التوبة:17)·

- ومن أخلاق القوم: أنهم يرون أن وعد الله بنصر دينه ومن اتبعه ووعده المتقين بالثواب، وتوعّده الكافرين بالعقاب – أن ذلك غرور وخداع؛ لأنهم لا يصدقون بلقاء الله ولا يؤمنون بوعيده: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (الأحزاب:12)·  

احذروا النفاق وأعمال المنافقين، وكونوا على حذر منهم ومن شرهم وفسادهم·

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك