رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 1 أبريل، 2013 0 تعليق

شيوع الزواج يؤمّن استمرار الحياة

- ما أهمية الزواج في الإسلام وبناء الأسرة المسلمة؟

 

- للزواج في الإسلام أهمية عظمى تتعلق أحياناً بذات الشخص وتتعلق أحياناً بذات المجتمع، أما تعلقها بالمجتمع فإن شيوع الزواج يؤمن استمرار الحياة البشرية وبترك الزواج انقراض للحياة البشرية، فالزواج أبقى للحياة الإنسانية لأن فيه التناسل واستمرار التناسل بين الناس {يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى} (الحجرات: 13) {َيأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء} (النساء: 1) فإذا عطَّل المجتمع الزواج وتكاسل عنه كان سبباً لانقراض الحياة الإنسانية، أما ما يتعلق بالشخص فالزواج فيه تحصين للفرج وغض للبصر وسكون للنفس وراحة وحصول الأولاد الذين إن أنفقت عليهم أجرت على ذلك، وإن ربيتهم تربية صالحة أجرت على ذلك فينفعونك في حياتك وبعد موتك بدعائهم واستغفارهم لك، فالزواج فيه منافع كثيرة ولذا قال الله ممتناً على عباده: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21) ففيه سكن للزوجين: سكن للرجل وارتياح باله وقرة عينه وكفافه عمّا حرّم الله عليه وقصور نظره على ما أحل الله له عمّا حرّم الله عليه، وفيه أيضاً غنى نفسه وحصول الولد وغض للبصر وتحصين الفرج وسلامة المجتمع من الفوضى الأخلاقية نسأل الله لنا ولكم العافية، والزواج من سنة المرسلين فقد قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} (الرعد: 38) وقال جلَّ وعلا عن زكريا أنه قال في دعائه: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} (الأنبياء: 89 - 90) ففي الزواج خير كثير، فيه غنى النفس وراحة البال وانشراح الصدر والطمأنينة والأمن الأخلاقي، فالمتزوج بتوفيق من الله يستقيم حاله ويغض بصره ويحفظ فرجه ويستقيم على طاعة الله ويسعى ويكدح فيما ينفع نفسه وينفع أولاده وفيه إنقاذ للإنسان من الكسل والخمول وبعث له على الجد والنشاط فهو يتحمَّل المسؤولية ويكون راعياً للأسرة فتراه بعد الزواج مشغولاً بواجبه مهتماً بنفسه، أما الذي لم يتزوج فإنه لا يهمه شيء ولا يدري عن شيء ولا يحس بشيء ولا يشعر بالمسؤولية فما هو إلا فرد له ما يطلب فقط دون أي نظر ودون أي تفكير، فالزواج إخراج للإنسان من الاستكانة والخمول إلى الظهور والمنافسة والسعي إلى ما ينفع نفسه وأمته.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك