رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 4 مارس، 2013 0 تعليق

شروط يجب توافرها في الدعاة

- ما الشروط التي يجب أن تكون في الداعي؟ وهل الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب مكلف بالدعوة؟

 

- الشروط التي يجب توافرها في الداعي إلى الله أمور، منها:

- أولاً: إخلاص الداعي إلى الله في دعوته، بأن يكون مخلصاً لله لا يريد في دعوته جاهاً، ولا مراءاة، ولا مدح الناس له، ولا لأجل حظوظ الدنيا، وإنما يقصد وجه الله والدار الآخرة فإن هذا شرط أساسي في الداعي إلى الله، قال الله جلَّ جلاله: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} (يوسف: 108)، قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – في كتاب التوحيد عند قوله: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} (يوسف: 108)، قال «فيه مسائل، الأولى: أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، الثانية: التنبيه على الإخلاص؛ لأن كثيراً من الناس لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه» اهـ. فانظر شرط الإخلاص في الدعوة نسبه الله إليه سبحانه؛ فإن كثيراً من الناس قد يدعون إلى الله وهم يدعون لحظوظ أنفسهم وشهواتهم، يدعون إلى الله ولكن النتيجة والغاية التي يعلمها الله منهم أن دعوتهم لأغراضهم الحاضرة، وشهواتهم العاجلة، ليست دعوة صادقة خالصة لله؛ ولهذا قال الله: {إِلَى اللّهِ} (يوسف: 108)، فإن هذا يقتضي إخلاصها لله، وأنه لا يُقصد بها شيء من حظوظ الدنيا، وإنما يُراد بها الله والدار الآخرة.

- ثانياً: أن يكون هذا الداعي إلى الله عنده علم بحقيقة ما يدعو إليه، فإن من دعا إلى أمر هو يجهله، أو لا يعلمه فقد يفسد أكثر مما يصلح، ويضل أكثر مما يهدي، فلا بد أن يكون عالماً بحقيقة ما يدعو إليه وحقيقة ما ينهى عنه، يدعو على علم وبصيرة، فإذا كان جاهلاً فربما ضرَّ وأساء.

ومن شروطه أيضاً: أن يكون عنده بصيرة فيضع الأمور مواضعها، فكم من دعوة فقدت البصيرة ففقدت البقاء والاستمرار؛ لأن البصيرة أن تختار الزمان والمكان والألفاظ المناسبة والمنهج المناسب؛ لأن الله يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (إبراهيم: 4). فلا بد أن يكون الداعي عالماً بحال من يدعوهم، وحال أوضاعهم حتى يضع الأمور موضعها؛ ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: «إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب»، قال العلماء: ليحثه على الاستعداد لمناظرتهم ومجادلتهم، فإن مجادلة مَن عنده علم ليست كمجادلة من لا علم له، والأمي مكلف بالدعوة إلى الله بقدر حدود واستطاعته ومقدوره، فالمسلم يعلم وجوب الصلاة؛ لذلك فإنه يدعو الناس إلى أداء الصلاة، ويدعو إلى ترك المنكرات التي يعلم تحريمها، يقول: صلوا يا إخواني، صم يا أخي، اترك هذه المعصية -التي يعلم أنها حرام- فيدعو على قدر ما يعلمه، لكن أن يكون الأمي داعياً وموجهاً، ويصعد كل منبر، ويتصدر كل منتدى بلا علم، فهذا قد يضر، ويهدم أكثر مما يبني.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك