رفع الصوت على الوالدين
- أحد الإخوة من السودان رمز إلى اسمه بالحروف ع.م.م يسأل عن ذلكم الابن الذي يرفع صوته على أحد والديه، هل يعد هذا من العقوق؟
- نعم، الله جل وعلا يقول: {وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} والنهر رفع الصوت عليهما، فلا يجوز له نهرهما ولا ضربهما، ولا إيذاؤهما بأي نوع من الأذى، حتى التأفف، وإظهار الكراهة لرائحتهما، بل عليه أن يعاملهما بلطف، وأن يخفض جناحه لهما، وأن يقول لهما قولاً كريماً، كما قال الله سبحانه: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. والله جل وعلا في مواضع كثيرة أورد الإحسان إليهما، قال جل وعلا: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (لقمان:14)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام لما سئل: أي العمل أفضل؟ قال: «الصلاة على وقتها» قيل: ثم أي يا رسول الله؟ قال: «بر الوالدين» قيل: ثم أي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»، فبر الوالدين من أهم المهمات، وعقوقهما من أقبح السيئات والكبائر. ورفع الصوت عليهما من العقوق ومن الكبائر، سواءً كان رفع الصوت لطلب شيء أم منعهما من شيء، أو لأسباب أخرى، الواجب عليه التأدب معهما وعدم رفع الصوت على أي سبب كان، حتى ولو كان في الإنكار عليهما، لو رأى منهما منكراً لا يرفع الصوت، يخاطبهما بالتي هي أحسن، قال الله جل وعلا في حق الكافرين: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}(لقمان:15). هكذا أمر بعدم عقوق الوالديْن الكافريْن فكيف بالمسلميْن، فإذا رأى منهما ما ينكر كالدخان وشرب الخمر، أو ما أشبه ذلك يرفق بهما وينصحهما لكن من دون رفع الصوت.
لاتوجد تعليقات