حكم رسم القصص للأطفـال
- ما حكم رسم القصص للأطفال، سواء كانت شخصيات أو حيوانات؟
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في تصوير كل ما فيه روح من إنسان أو حيوان أنه محرم، سواء كانت الصور مجسمة أم غير مجسمة، على ورق أو قماش أو جدار أو غيره، لما ثبت في الأحاديث الصحيحة من النهي عن ذلك، وتوعد فاعله بالعذاب الأليم، كقوله [ : «من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ» (رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما)
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله [ : «كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً فيعذبه في جهنم».
قال ابن عباس: فإن كنت لا بد فاعلاً، فاصنع الشجر وما لا نفس له. (متفق عليه) وغيرها من الأحاديث. لكن يباح من التصوير ما فيه فائدة متحققة لا ضرر فيها، مثل التصوير الذي يحتاج له في الطب، وتعريف الشخصية، بل قد يكون ضرورياً في بعض الأحيان.
ومنه: لعب الأطفال وصورهم التي يلهون بها، دل عليه أحاديث منها:
1- عن عائشة رضي الله عنها أنه كانت تلعب بالبنات، فكان النبي [ يأتي لي بصواحبي يلعبن معي. (أخرجه البخاري «10/433» ومسلم). والبنات: هن اللعب من القماش والصوف ونحوه. قال الحافظ ابن حجر: واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ البنات واللعب، من أجل لعب البنات بهن، وخصّ ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم عياض، ونقله عن الجمهور، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن. أ.هـ
وفي رواية: قال: كنت ألعب بالنبات عند النبي [ وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان إذا دخل ينقمعن منه فيسربهن إليّ.
وفي رواية قالت: فهبت الريح فكشفت الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بنات ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: «وما الذي عليه قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان؟ قالت أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة، قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه. (رواه أبو داود والنسائي)
وهذا من تقريره [ لعائشة رضي الله عنها على اللعب بالبنات، وهو عليه الصلاة والسلام لا يقر على حرام أو باطل كما هو معلوم.
2- ومنها حديث: الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: ... فكنا نصوم بعد ونصوّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكي أحدهم على الطعام أعيطيناه حتى يكون عند الإفطار.
وفي رواية: فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم. (رواه البخاري «4/164» ومسلم «3/152»).
وعلى هذا: فإنه يجوز رسم الصور للأطفال من حيوانات وغيرها، بشرط البعد عن المضاهاة، أي: المشابهة للخلق تماماً فتكون الصور غير مطابقة للحقيقة. وأن تكون هذه القصص، مفيدة للأطفال، تدعوهم إلى التوحيد والإيمان والأخلاق الحسنة، وتنهاهم عن المحرمات كالشرك والفواحش وغيرها.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
نائب الرئيس: الشيخ/ ناظم المسباح
العضو: الشيخ/ محمد الحمود
العضو: الشيخ/ حاي الحاي
لاتوجد تعليقات