حكم العذر بالجهل في العقائد
- ما حكم الجهل في العقائد وغيرها؟
- الجهل يكون فيما يمكن خفاؤه أما الأمور الظاهرة من الدين فلا يعذر فيها الجاهل كأمور التوحيد وأمور الصلاة لو قال: ما أعرف الصلاة، وهو بين المسلمين، ما أعرف أن الصلاة مشروعة، أو ما أعرف الزكاة، أو ما أعرف الصيام، فهذا لايعذر بالجهل، أو قال: ما أعرف أن الزنى محرم أو قال: ما أعرف أن اللواط محرم، وهو بين المسلمين، أو قال: ما أعرف أن الخمر محرم فهذا لا يعذر أيضا.
أما الذي يمكن جهله مثل بعض الصفات، صفات الله التي خفيت عليه أو ما درى أنها من صفات الله فأنكرها ثم علم وبين له، فهذا لا يكفر بذلك؛ لأن مثل هذا قد يجهل بعض الصفات، أو مثل بعض حقوق النبي صلى الله عليه وسلم جهلها، ما درى عن بعض الحقوق التي تخفى على العامي أو ما أشبه ذلك، أو إنسان في أطراف أمريكا أو أطراف أفريقيا في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام، مثل هذا كأهل الفترة يبين له ولا يكفر حتى يبين له ويعلم فإذا ما أصر على ذلك وأصر على الكفر يقتل.
والحاصل أنه يعذر بالجهل في المسائل التي قد يخفى مثلها ويكون حكمه حكم أهل الفترة إذا لقي الله جل وعلا.
والصحيح الذي جاءت به الأحاديث أنه يمتحن يوم القيامة ضمن أهل الفترة: فمن أجاب إلى الحق دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وأما في الدنيا فينظر فيه: إذا ظُنّ أنه يجهل، وولي الأمر إذا أراد أن يقيم الحدّ عليه يقيم التعزير عليه إن كان مثله يجهل هذا الشيء وينبهه، لكن لا يترك الحد عليه وهو بين المسلمين ممن يخفى على المسلمين مثل ما تقدم، يقول: أنا لا أعرف أن الناس يصلون، يقول: ما أدري عن الصلاة ولا أعرف الزكاة ولا أعرف الصيام ولا أعرف الجهاد، فهذا لا يعذر بالجهل؛ لأن هذا من التلاعب بالدين.
لاتوجد تعليقات