رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 31 يناير، 2023 0 تعليق

تفسير قوله -تعالى-: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}

- يستفسر هذا السائل عن الآية الكريمة: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}.

 

 

- هذا من دعاء إبراهيم - صلى الله عليه وسلم  - ، سأل الله -تعالى- أن يجعل له لسان صدق في الآخرين، أي أن يجعل له من يثني عليه في الآخرين ثناء صدق، وقد استجاب الله -تعالى- دعاءه، فكان إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - محل الثناء في كتب الله -عز وجل-، وعلى ألسنة رسله، حتى إن الله -تعالى- قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين} وقال -تعالى-: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}. فالثاء على إبراهيم حصل في الآخرين، حتى إن اليهود قالوا: إن إبراهيم كان يهوديا. والنصارى قالوا: إن إبراهيم كان نصرانيا. فأنكر الله ذلك وقال: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. والمقصود أن هذه الأمم كلها تفتخر أن يكون إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - منها، لكنها كاذبة ما عدا المسلمين. واليهود والنصارى ليسوا على هذا الوصف بل هم كفار. قالت اليهود: عزير ابن الله. وقالت النصارى: المسيح ابن الله. وقد كذبهم الله -تعالى- في ذلك بقوله: {ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ}. وفي سورة الإخلاص قال الله -تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك