رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 14 نوفمبر، 2022 0 تعليق

تفسير آية

- يقول الله -تعالى- في سورة يس: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}، ما تفسير هذه الآية، وما مرجع الضمير في قوله -تعالى-: (وضرب لنا مثلا)؟

- معنى هذه الآية: ذكر جحد الكافر للبعث، وقبلها قوله -تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}، فهذا الكافر يكفر بالبعث، ويجحد به، ويستبعد أن يعيد الله العظام بعد ما تفتت وضاعت في الأرض، وصارت ترابا، يستبعد قدرة الله على إعادتها مرة ثانية، وهذا من جهله، والدليل على قدرة الله -سبحانه وتعالى- مرتكز في هذا الإنسان لو تأمل، فإن الذي قدر على خلقه أول مرة من نطفة من ماء مهين أي ماء ضعيف، الذي قدر على أن يخلق من هذا الماء الضعيف إنسانا كاملا، قادر على إعادته مرة ثانية، فإن القادر على البداءة، قادر على الإعادة من باب أولى، فهو ينكر آية الله فيه، ويجحد قدرة الله على إحياء العظام وهي رميم، مرة ثانية، ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى-: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}، فإذا كان أنشأها أول مرة بعد أن لم تكن، فإحياؤها من باب أولى، والضمير يعود إلى الكافر، وكذلك في قوله، {وَنَسِيَ خَلْقَهُ}، أي: إيجاده من العدم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك