رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 11 يوليو، 2019 0 تعليق

ترك الجماعة بسبب الطعام

  – في هذه الأزمنة، أرى أن الجوع الشديد لا يوجد كما كان من قبل، فلا يكون الأكل عذرًا في تأخير الصلاة مع الجماعة، بخلاف ما كانت عليه الحال قبل ستين عامًا، وما عليه الحال في كثير من البلاد التي تلاقي الفقر والفاقة، وقد مستهم البأساء والضراء؛ فقد كانوا يعملون طوال النهار في الحفر ونقل […]

 

- في هذه الأزمنة، أرى أن الجوع الشديد لا يوجد كما كان من قبل، فلا يكون الأكل عذرًا في تأخير الصلاة مع الجماعة، بخلاف ما كانت عليه الحال قبل ستين عامًا، وما عليه الحال في كثير من البلاد التي تلاقي الفقر والفاقة، وقد مستهم البأساء والضراء؛ فقد كانوا يعملون طوال النهار في الحفر ونقل التراب، وصعود المرتفعات كالنخيل والجبال والمشي على الأقدام خمس أو ست ساعات متوالية دون استراحة؛ ففي تلك الأزمنة يشتاقون إلى الطعام، وينشغلون في الصلاة بالحديث عنه، لذلك ورد الحديث بقوله - صلى الله عليه وسلم -: لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان. فأما الآن: فالغالب أن العامل يتناول الأكل أول النهار بما يسمى فطورًا، وفي العمل يُجعل له كرسي ولا يزاوله إلا نادرًا، وفي الذهاب والإياب يمتطي سيارة مريحة، لا يحس مع الركوب بتعب ولا جوع، فأرى أن عليه أن يبدأ بالصلاة مع الجماعة إن خشي أن تفوته الصلاة، فإن قُدِّر أن اشتد به الجوع، وخاف إن ذهب للصلاة أن ينشغل قلبه في صلاته أو كان الطعام قليلًا وخشي أن يأكله أهله ويبيت هو طاويًا، فله أن يُؤَخِّر الصلاة ولو فاتته الجماعة، ولا يجوز تعمد تأخير الصلاة عن وقتها أو عن جماعتها بلا عذر مسوغ.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك