بيان أسباب عدم توحد الأمة

    – أولاً يا أخي يقول الزبير بن عدي: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال اصبروا، فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، سمعته من نبيكم – صلى الله عليه وسلم . يا أخي لا شك أنا أُصبنا في أمور كثيرة، أولاً ضعف الإيمان في القلوب، وتعلقها […]

- أولاً يا أخي يقول الزبير بن عدي: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال اصبروا، فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، سمعته من نبيكم - صلى الله عليه وسلم . يا أخي لا شك أنا أُصبنا في أمور كثيرة، أولاً ضعف الإيمان في القلوب، وتعلقها بالدنيا، وبعدها عن الله والدار الآخرة، وأن الدعوات الصادقة المخلصة بدأت تقل في الناس، وإن كان في الناس خير، لكن الدعوات الصادقة الخالصة لله ضعفت في الناس، ثم أيضا الدعاية المضللة المعادية للإسلام، من خلال ما يبثه أعداء الإسلام ولاسيما بعض القنوات الفضائية، وما تنشره فيها من أقوال وآراء باطلة، تخالف شرع الله، وإصغاء النفوس لذلك، زد على ذلك قلة العلماء العاملين، وندرتهم في هذا الزمن، كلها أمور أسأل الله أن ينقذ المسلمين من الضلال، وأن ييسر لهم الهدى، ولكن ولله الحمد مع هذه الأمور كلها، نجد أن الدعوة الإسلامية شاقة طريقها، وأن وجودها الآن فعال، فالعالم حتى غير الإسلامي، في العالم الأوروبي، والأمريكي، وغيرهم، بدأ يظهر فيه الإسلام وينتشر، وصار له شأن ودور في الحياة، وبدأ المعتنقون يكثرون، وبدأت المساجد والمراكز الإسلامية تؤدي دورها.