القول الراجح في النزول للسجود
ما القول الراجح عند النزول للسجود في الصلاة، يكون على الأيدي أم على الركب؟
المسألة فيها الحديثان المشهوران، حديث أبي هريرة: كان النبي - عليه الصلاة والسلام - إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وفي حديث وائل أيضاً: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه», والحديث الثاني أرجح من الحديث الأول، وإن زعم ابن القيم - رحمه الله - وقرر أنه منقلب لكنه في الحقيقة ليس بمنقلب، بل آخره يشهد لأوله، والمقصود: أن أول الحديث ينهى عن مشابهة البعير وجاء النهي عن مشابهة الحيوانات في نصوص كثيرة، ومجرد وضع اليد قبل الركبة ليس فيه مشابهة للبعير، وإلا لقلنا: إن مجرد وضع الركبة قبل اليد فيه مشابهة للحمار وهو أسوأ من البعير، فالمسألة مسألة وضع وليست بروك؛ لأن البروك النزول بقوة؛ ولذا برك عمر - رضي الله عنه - على ركبتيه بين يدي النبي - عليه الصلاة والسلام - فلما نزل بقوة قال: برك، وهو على ركبتيه ليس على يديه، فالبروك المراد به النزول بقوة على الأرض، يقال: برك البعير، إذا أثار الغبار وفرق الحصى، فإذا وضع يديه قبل ركبتيه لا يقال: إنه برك كما يبرك البعير، وإنما يقال: وضع يديه قبل ركبتيه، فهذا هو الأرجح، وعلى كل حال المسألة فيها سعة، هذا من فعله - عليه الصلاة والسلام - وذلك من قوله.
لاتوجد تعليقات